شدد خبراء عالميون على أهمية تضافر القطاعين العام والخاص لإيجاد بيئة خصبة لخلق فرص في مجال ريادة الأعمال، واتفقوا خلال الجلسة الأولى التي عقدت بعنوان «تنافسية ريادة الأعمال» ضمن فعاليات منتدى التنافسية الدولي 2012 الذي بدأ جلساته أمس، على أن ريادة الأعمال تعتبر خليطاً من الدراسة والممارسة والاستعداد الشخصي. وأوضحوا أن الإبداع ليس له عمر محدد، ويمكن أن يبدأ الإنسان بفكرته في أي وقت، مطالبين الشركات الخاصة بالعمل على دعم المبادرات الحكومية والاتجاه نحو دعم أفكار الموظفين ورعايتها. وتساءل الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكس» فادي غندور، في بداية حديثه عن الطريقة التي يمكن اتباعها مع جيل الشباب وكيف يفكرون في القطاع الخاص بعيداً عن القطاع العام، مشيراً إلى أن التنمية ليست مسؤولية القطاع العام وحده، بل مسؤولية القطاع الخاص أيضاً في إيجاد حلول لجيل الشباب وتشجيعه ليوجد رواد أعمال في مجالات كثيرة. وضرب مثالاً على نجاح القطاع الخاص بتجربة الأردن في مجال تقنية المعلومات، لافتاً إلى أن الجهات المعنية في ذلك البلد عقدت مؤتمراً في التسعينات من القرن الماضي لتحديد مدى إمكان التوجّه إلى مجال تقنية المعلومات، وأسهمت الحكومة في دعم بيئة العمل، كما توجهت شركات بعضها ناشئ إلى هذا المجال، ما أسهم في إيجاد رواد أعمال في هذا المجال، وبعد عامين أصبحت لدى الأردن تجربة مميزة في مجال تقنية المعلومات، وانتقل ذلك البلد إلى تصدير التقنية والعاملين في هذا المجال إلى بلدان كثيرة، وقفزت مبيعات السوق الأردنية إلى بليوني دولار خلال أعوام قليلة. ورأى غندور أن ريادة الأعمال ليست مسألة صعبة: «لا نحتاج إلى اختراع العجلة من جديد، بل يمكن أن نطور التجارب القائمة ونبني عليها كي نستفيد منها محلياً»، مشيراً إلى أن «الشغف» أمر مهم ليكون الشخص رائداً في مجال الأعمال، لكنه إذا لم يكن موجوداً فلا يجب أن يثير القلق، بل يجب السعي والاجتهاد والبدء بالعمل والتعلم للوصول إلى مرحلة متقدمة في ريادة الأعمال. وشدد على أن عمليات الاستحواذ التي تقوم بها الشركة ستستمر، والصفقة المقبلة ستكون في أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، لافتاً إلى أن الربيع العربي أثر في أعمال الشركة «كان هناك أثر علينا في سورية ولبنان والأردن ومصر وليبيا، حيث قمنا بإغلاق مراكز العمليات الخاصة بنا هناك». وكشف أن الشركة ستستثمر في السعودية بافتتاح مكاتب في بعض المدن الصغيرة، والتكنولوجيا وتدريب الشباب السعودي، إضافة إلى تحسين خدمات الشركة الداخلية بين المدن والمناطق السعودية المختلفة. وفي موضوع ريادة الأعمال الذي كان موضوع الجلسة قال: «يجب أن يقوم الشخص بالمخاطرة، لكن يجب أن تكون المخاطرة مدروسة، إذ يجب أن يقوم بدراسات معقولة ومن خلال العمل تتم الاستفادة من الأخطاء التي تحدث». وزاد: «رسالتي لرجال الأعمال أن يقوموا بدعم الريادة والشباب حتى نتمكن من التعامل الإيجابي مع التحديات التنموية في العالم العربي اليوم، خصوصاً للشباب». أما رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي في شركة 3M جورج باكلي، فتطرق إلى ما يخطر على بال أي شخص يريد العمل في مجال معيّن، وهو كيف لي أن أنافس ضد شركات قوية جداً؟ وأجاب عن هذا التساؤل بقوله: «سواء أحببنا ذلك أم كرهنا فهناك شركات ضخمة في كل مجال، لكن على من يريد البدء في ميدان معيّن ألا يتخلى عن طموحه، إذ إن هناك دائماً أفكاراً جديدة، والبداية هي الخطوة الأهم، والأفضل الانطلاق من فكرة معينة ودعمها بالعمل الجاد والتدريب الجيد والصدق للوصول إلى نتيجة مُرضية، يمكن البناء عليها». وأكد عضو مجلس إدارة شركة «فولكس واجين» كرستيان كينغلير أهمية فهم ثقافة كل مجتمع حتى نستطيع إيجاد أرضية مناسبة للإبداع فيها، لافتاً إلى أهمية تدريب الموظفين ووضع رؤية لهم وإتاحة المجال أمامهم للتفكير وتنفيذ أفكارهم، حتى تستمر الشركات في ريادتها.