زغرب - أ ف ب - أدلى الناخبون الكروات بأصواتهم امس، في استفتاء حول انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوة «حاسمة» بعد عشرين سنة على استقلال البلاد عن يوغوسلافيا السابقة. وكان مؤيدو الانضمام في حاجة إلى غالبية بسيطة، أي ما بين 55 إلى 60 في المئة من الأصوات فيما لم تزد نسبة الرافضين عن نحو 30 في المئة. وأجمع القادة السياسيون الكروات الموالون لأوروبا على أن التصويت على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي اهم قرار يتخذ في هذا البلد منذ استقلاله اثر حرب دامت اربع سنوات ضد المتمردين الصرب أوقعت عشرين ألف قتيل. وقال الرئيس الكرواتي ايفو يوزيبوفيتش في خطاب إلى الأمة عشية التصويت: «سأشارك في الاستفتاء وسأصوت على كرواتيا أوروبية، وأدعوكم إلى المشاركة أيضاً وأن تقولوا نعم لكرواتيا قولوا نعم لأوروبا». وعنونت أكبر صحيفة محلية وهي «فيشرنيي ليست» امس: «يوم الحسم: أوروبا أو البلقان»، في إشارة إلى ما اشتهرت به تلك المنطقة من انعدام الاستقرار والدماء المراقة في نزاعات التسعينات التي تلت انهيار يوغوسلافيا. وتراجع تأييد الانضمام إلى أوروبا الذي كانت نسبته 80 في المئة وفق استطلاعات 2003، خلال عملية التفاوض (2005-2011) بسبب المعايير الصارمة التي فرضتها بروكسيل واعتبرت أحياناً «ابتزازاً» وخصوصاً بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاتحاد الأوروبي. وجهدت السلطات في فصل أزمة منطقة اليورو عن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها كرواتيا وذهبت إلى حد طمأنة الناخبين بأن الانضمام سيؤتي لهم «ببيئة مالية واقتصادية كلية مستقرة (...) ستنعش تنمية الاقتصاد». أما معارضو الانضمام فانتقدوا «فقدان سيادة» بلادهم. وقال ميلوفان سيبل زعيم حزب قومي متطرف صغير إن «وحده استقلال كرواتيا يمكن أن يصون ثرواتها في وجه الشركات المتعددة الجنسيات ومفترسي العولمة». ويتعين على كرواتيا أن تنتظر مصادقة كل الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على انضمامها قبل أن تصبح رسمياً عضواً في الأول من تموز (يوليو) 2013. وبعد سلوفينيا في 2004 ستصبح كرواتيا ثاني جمهورية من الست التي كانت تشكل يوغوسلافيا، تنضم إلى الاتحاد الأوروبي وهي آفاق مفتوحة أمام كل دول البلقان الغربية.