طهران، تل أبيب – أ ب، رويترز - تراجعت إيران أمس، عن تحذيرها السفن الحربية الأميركية من العودة إلى مياه الخليج، معتبرة نشاط هذه السفن روتينياً. ورأت في رسالة كانت أعلنت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجهها إلى مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، «إذعاناً» لتحوّلها «قوة عظمى». وكان قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاالله صالحي حذر واشنطن من إعادة حاملة الطائرات «يو أس أس جون ستينيس» إلى الخليج، بعدما عبرت مضيق هرمز خلال مناورات نفذتها البحرية الإيرانية شرق المضيق. وغادرت الحاملة مياه الخليج، وحلّت مكانها «يو أس أس أبراهام لنكولن». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي إنه «لا يتوقّع» حدوث مشاكل مع طهران، لدى عبور حاملة طائرات مضيق هرمز، معرباً عن أمله بأن يفكّر الإيرانيون بالطريقة ذاتها. واعتبر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، أن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة «شكّل دوماً مصدر زعزعة لأمنها واستقرارها»، لكنه استدرك: «السفن الحربية والقوات العسكرية الأميركية، موجودة في الخليج والشرق الأوسط منذ سنوات، وقرارها (أميركا) نشر سفينة حربية أخرى ليس قضية جديدة، ويجب تفسيره بوصفه جزءاً من وجودها الدائم». وأشار إلى أن «الحرس» سينفذ مناورات بحرية في هرمز، في موعدها المحدد خلال شهر «بهمن» الفارسي (من 21 كانون الثاني – يناير الى 19 شباط - فبراير). في غضون ذلك، قال محمد حسين صفار هرندي، مستشار قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري، أن «رسالة أوباما لم تكن خطية وموجهة إلي المرشد، بل شفوية وجهها الى مسؤولين إيرانيين، ومفادها أن الولاياتالمتحدة أذعنت لتحوّل إيران قوة عظمى». وأضاف صفار هرندي الذي تولى وزارة الثقافة سابقاً، مشيراً الى المسؤولين الاميركيين: «يقولون الآن، من دون شروط: لنتفاوض بوصفنا قوتين». وذكرت النائب زهرة إلهيان، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، إن رسالة أوباما هي «الثالثة الى المسؤولين الإيرانيين خلال سنتين، وقاسمها المشترك هو طلب التفاوض». واعتبرت أن هذه الرسائل «تثبت مكانة إيران وعظمتها، في تحديد المعادلات الدولية». في غضون ذلك، أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي في ختام زيارته تل أبيب، ان محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين ساهمت في «تطوير تفاهم مشترك للوضع الأمني في المنطقة». وأوردت صحيفة «هآرتس» أن ديمبسي أصدر بياناً، لم يشر مباشرة الى موقفي الولاياتالمتحدة وإسرائيل إزاء إيران، مشدداً على أنه ناقش مع نظيره الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس «العلاقات بين جيشي الدولتين، والاستراتيجية العسكرية الأميركية الجديدة، ومسائل تتصل بالموازنة والاقتصاد، والتحديات الأمنية الإقليمية». واعتبر أن من لقاءاته الدولة العبرية، «عزّز العلاقة العميقة والخاصة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة». الى ذلك، اعتذر أندرو أدلر، ناشر صحيفة «أتلاتنا جويش تايمز»، عن تحديده في مقال، ثلاثة خيارات لإسرائيل لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، أحدها أن يأمر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحدة اغتيال تابعة للاستخبارات الإسرائيلية (موساد)، بقتل أوباما «غير الودي إزاء إسرائيل»، ليتولى نائبه، جوزف بايدن، منصبه ويحمي الدولة العبرية من «أعدائها»، محافظاً على «وجودها». إلى ذلك، سجّل سعر صرف الريال الإيراني أمس، تراجعاً قياسياً جديداً، اذ بلغ نحو 20 ألفاً في مقابل الدولار، ما يشكل انخفاضاً بنسبة 11 في المئة. وخسر الريال نحو نصف قيمته في مقابل الدولار، منذ كانون الأول (ديسمبر) 2010.