القدس المحتلة، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – حذرت إيران دول الخليج أمس، من عواقب تعويضها حظراً محتملاً لصادراتها النفطية، بسبب برنامجها النووي. كما أكدت تسلّمها رسالة من الولاياتالمتحدة في شأن مضيق هرمز الذي تهدد طهران بإغلاقه، لكنها نفت توجيهها رسالة الى واشنطن عبر أنقرة، مكررة أنها «تهيمن» على المضيق الحيوي لنقل النفط. في غضون ذلك، استبقت إسرائيل استضافتها رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، مبدية «خيبة أملها إزاء تردد» إدارة الرئيس باراك أوباما في تطبيق عقوبات أقرها مجلس الشيوخ الأميركي ضد إيران، وسط أنباء عن تأجيل الدولتين مناورات عسكرية مشتركة مقررة الربيع المقبل. وقال المندوب الايراني لدى «أوبك» محمد علي خطيبي: «اذا اكدت دول الخليج بوضوح، نيتها عدم تعويض الإنتاج النفطي الايراني، اذا فُرضت عقوبات (على طهران)، لن تبدي الدول المغامرة اهتماماً» بالحظر. وأضاف: «اذا أعطت الدول النفطية في الخليج ضوءاً أخضر للتعويض عن النفط الايراني، وتعاونت مع الدول المغامرة، ستكون المذنب الرئيسي وراء ما يمكن أن يحدث في المنطقة، بما في ذلك مضيق هرمز، وبادرتها لن تكون ودية، وسيكون الرد الايراني بيد الدوائر السياسية والأمنية. على جيراننا العرب الامتناع عن التعاون مع هؤلاء المغامرين». وحذر من أن «منح الضوء الأخضر، سيكون تاريخياً، وعندها سيكون من الصعب عودة الأوضاع الي ما هي عليه الآن». وفيما نفى مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الايرانية محسن قمصري «اشاعات عن خفض سعر النفط الايراني»، اكد الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست أن لبلاده «ما يكفي من الزبائن لنفطها»، معتبراً أن «الدول الآسيوية لن تخاطر بمصالحها أمام الضغوط السياسية الأميركية». وجدد قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سيّاري تأكيده أن طهران «كانت دوماً ولا تزال مهيمنة ومسيطرة علي مضيق هرمز الاستراتيجي». وبعدما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة استخدمت «قناة اتصال سرية» لتحذير مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي من إغلاق هرمز، أقرّ مهمان برست بأن «المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس سلّمت نظيرها الايراني محمد خزاعي رسالة، ونقلت السفيرة السويسرية في طهران الرسالة، وأخيراً نقل الرئيس العراقي جلال طالباني مضمونها الى المسؤولين الايرانيين». وقال: «ندرس الرسالة، وسنرد عليها إذا لزم الأمر». الى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان ديمبسي سيزور الدولة العبرية الخميس المقبل، للمرة الأولى منذ تسلمه منصبه في أيلول (سبتمبر) الماضي. وتوقعت وسائل إعلام اسرائيلية ان يحاول ديمبسي إقناع تل ابيب بالامتناع عن «مفاجأة» واشنطن في شأن طهران، في اشارة الى هجوم اسرائيلي محتمل على الأخيرة. لكن وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي موشيه يعلون رأى أن «فرنسا وبريطانيا تتخذان موقفاً حازماً جداً، وتدركان وجوب تشديد العقوبات فوراً، لا سيما ضد المصرف المركزي الايراني، ومجلس الشيوخ الأميركي يؤيد ذلك، لكن الإدارة الأميركية تتردد خشية ارتفاع اسعار النفط في سنة انتخابية. من وجهة النظر هذه، إنها خيبة أمل». تزامن ذلك مع تقرير للإذاعة الاسرائيلية، أفاد بأن تل أبيب وواشنطن أجلتا لأسباب تتعلق بالموازنة في الربع الأخير من 2012، مناورات عسكرية مشتركة، مقررة الربيع المقبل واعتُبرت أهم تمرين مضاد للصواريخ، لمواجهة التهديد الايراني. لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر في وزارة الدفاع الاسرائيلية نفيه «اتخاذ قرار نهائي» في هذا الشأن.