أكد مسؤولون بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تعزيز القوات الأميركية في منطقة الخليج لا يعني الاستعداد للحرب، إنما الاستعداد لأي أزمة تحدث في المنطقة، في سياق التوتر الراهن مع إيران. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) زادت من قواتها بالمنطقة لاسيما فيما يتصل بالقوات البحرية وأرسلت حاملة الطائرات كارل فينسون لتعمل مع نظيرتها جون ستينيس في مياه بحر العرب. ومن المحتمل أن تلحق بهما حاملة ثالثة هي أبراهام لينكولن وإن كانت مهامها ستتركز على إسناد العمليات في أفغانستان. ومن المقرر إعادة الحاملة جون ستينيس للولايات المتحدة لأعمال صيانة دورية إلا أن ذلك لن يحدث إلا بعد ان تصل حاملة أخرى هي انتربرايز لتشغل موقعها. وبذلك يكون هناك حاملتان تركزان على منطقة الخليج هما كارل فينسون وإما جون ستينيس أو إنتربرايز. وكان قائد المنطقة الوسطى الجنرال جيمس ماتيس طلب زيادة القوات في ضوء التهديدات الإيرانية. وأعرب مسؤولون بالبنتاجون عن الاستعداد للتدخل عسكرياً في حالة قيام قوات الحرس الثوري بإغلاق مضيق هرمز. وبينما يؤكد عسكريون أميركيون عدم رغبتهم في شن حرب ضد إيران، فإن هناك من يحسبون حساب أن تقوم وحدة يقودها عسكري إيراني متطرف بعمل ما في الخليج يؤدي لتدهور أمني مفاجئ. وأوضح مسؤول بوزارة الدفاع أن إغلاق مضيق هرمز يعني تدمير كامل للبحرية الإيرانية وكافة مواقع الصواريخ المضادة للسفن المخبأة على امتداد الساحل الإيراني المطل على الخليج، وللقوارب الخفيفة المسلحة في مياهه، وهذا يعني إنهاء أي تهديد إيراني لحرية الملاحة بالخليج لعقود مقبلة. وتواصل الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على إيران حيث أعلنت أول من أمس حظر التعامل مع 3 شركات في الإمارات والصين وسنغافورة تعاملت مع إيران. وغداة هذه العقوبات، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أن "الأسرة الدولية ستنظر دون شك لفرض عقوبات جديدة على إيران أو تنفيذ عملية عسكرية محتملة على أنها تسعى إلى تغيير النظام في طهران". في غضون ذلك، أعلن دبلوماسيون أمس أن إيران وافقت على زيارة مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أراضيها لتوضيح الاتهامات حول سعيها لامتلاك السلاح النووي. وأوضح دبلوماسي غربي أن الزيارة التي سيقودها كبير مفتشي الوكالة هيرمان ناكيرتس ستتم "على الأرجح" في 28 يناير الجاري لكن الموعد ليس نهائيا. وفي السياق، رحبت إيران بمقترح تركيا بأن تستضيف إسطنبول الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع القوى العالمية الست. وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الذي يزور تركيا حاليا "أصدقاؤنا الأتراك يريدون أن تجرى الجولة التالية من المحادثات النووية في إسطنبول ونحن نرحب بذلك". وأضاف أن إيران ستكشف قريباً عن إنجازاتها النووية، غير أنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. من جهة أخرى، اختتم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جولة في أميركا اللاتينية أمس، حصل فيها على دعم أربع دول للبرنامج النووي لطهران، وأكد خلالها أن الشعب الإيراني سيقاوم الضغوط المتزايدة على بلده. وأضاف ان "الملف النووي ذريعة سياسية. الجميع يعلم أن إيران لا تسعى لصنع قنابل ذرية". وحصل نجاد على دعم قادة فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا والإكوادور، الدول الأربع المعادية للولايات المتحدة. وفي شأن آخر، نظمت إيران أمس جنازة رسمية للعالم النووي مصطفى أحمدي روشن الذي قتل مع سائقه الأربعاء الماضي بانفجار قنبلة لاصقة وضعت في سيارته بطهران. والقتيل هو العالم النووي الرابع، بعد ثلاثة عمل اثنان منهم في البرنامج النووي، الذي اغتيل منذ يناير 2010. واتهم المرشد الديني علي خامنئي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بالتورط في الاعتداء، وتوعد "بمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة". إلا أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أكد أمس أنه ليس على علم بضلوع بلاده في الاغتيال. وقال "لا جديد في موضة اتهام إسرائيل والولاياتالمتحدة بكل حادث سيئ يقع في إيران". كما نفى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا تورط الولاياتالمتحدة في الاغتيال، لكنه أضاف "لدينا بعض الأفكار عن من يحتمل أن يكون متورطاً لكننا لا نعلم على وجه اليقين من المتورط". أحداث • عقوبات أميركية على 3 شركات تعاملت مع إيران. • روسيا تعتبر العقوبات سعياً لتغيير نظام طهران. • موافقة إيرانية على زيارة مفتشي الطاقة الذرية. • ترحيب إيراني باستضافة تركيا المحادثات النووية. • تشييع جثمان العالم النووي الإيراني. • واشنطن وتل أبيب تنفيان تورطهما في الاغتيال. • نجاد يختتم جولته اللاتينية.