تفاعل كلام قائد «فيلق القدس»الإيراني العميد قاسم سليماني الذي أكد فيه وفق ما نقلته وكالة «ايسنا للأنباء» الايرانية شبه الرسمية، «ان بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وان هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لارادة طهران وافكارها، وان ايران في امكانها تنظيم اي حركة تؤدي الى تشكيل حكومات اسلامية هناك بغية مكافحة الاستكبار». واذ اعتبر وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب ان «هذا الموضوع يتطلب تحقيقاً وافياً، وبتنا نسمع كثيراً مثل هذه الأمور، علينا التحقيق والتأكد»، رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر أنَّ كلام سليماني في شأن لبنان، «خطير ينتهك السيادة اللبنانية ويجعل من الجنوب رهينة لمصالح إيران ويضع أهالي الجنوب في دائرة الخطر». واعتبر في بيان، أن هذا الكلام «يُسقط حجج حزب الله في العمل المقاوم ويجعل من المقاومة فصيلاً في فيلق القدسالإيراني». وطالب «حزب الله بتوضيح كلام سليماني للرأي العام اللبناني الذي يرفض زجّ لبنان كرهينة لمصالح إيران». واعتبر عضو الكتلة نفسها زياد القادري في بيان أن ما قاله سليماني «يثبت حجم الإختراق الإيراني للساحة اللبنانية، ويعبّر بوضوح عن خطورة النيات الإيرانية المضمرة تجاه لبنان، والتي يجري إخفاؤها بمساحيق تجميلية وبمواقف أقل ما يقال فيها انها كاذبة وغادرة، وكل ذلك في إنتظار تهيئة الظروف الملائمة لترجمة هذه النيات الخطيرة إلى أمر واقع، من خلال حزب الله الذي ينفذ أجندة إيران بمعزل عن المصلحة اللبنانية». وسأل: «هل يعني حديث سليماني عن تشكيل حكومات إسلامية بغية مكافحة الإستبكار أن إيران ترى أن الوقت أصبح مناسباً لإعطاء الضوء الأخضر لحزب الله كي يحقق حلمه بإقامة الجمهورية الإسلامية في لبنان على شاكلة الجمهورية الاسلامية في إيران؟»، ورأى أن «لا بد من وقفة وطنية جامعة ترفض إستباحة إيران لإستقلال لبنان ولقراره الحر، وتندد بهذا الإعتداء السافر على سيادتنا وكرامتنا الوطنية»، مستنكراً الصمت الرسمي «المريب»، ومطالباً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي ب»اتخاذ موقف حازم، وباستدعاء السفير الايراني (غضنفر ركن آبادي) وإبلاغه رسالة شديدة اللهجة ضد هذه التصريحات التي تسيء إلى لبنان». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا في تصريحات سليماني، «انخراطاً لسلاح حزب الله في المشروع السياسي الايراني، واستعداد ايران عند الحاجة الى تحريك هذا المشروع على الجغرافيا اللبنانية رغماً عن ارادة كل اللبنانيين». ووجّه سلسلة اسئلة الى حلفاء «حزب الله» في الداخل، «اولا للحكومة التي تدّعي السلطة على الاراضي اللبنانية بواسطة مؤسساتها وقواها الشرعية: ما هو رأيها وما هو موقفها وكيف ستتصرف؟». وسأل «حلفاء هذا السلاح: كيف سيغطون مواقفهم من هذا السلاح بعد اليوم؟». وقال: «هؤلاء الحلفاء اذا كانوا متحالفين مع هذا المشروع فإن خصومتنا معهم ستستمر حتى اسقاطه، واذا لم يكونوا متحالفين معه فليظهروا ارادتهم بشكل واضح»، سائلاً الحكومة «عما اذا كانت تعلم ان هذا هو الواقع الميداني في جنوب لبنان، وان كانت تعلم فما هي الاجراءات التي تنوي اتخاذها لحفظ ماء الوجه على الاقل عند ادعائها انها حكومة تمارس السيادة على كل الاراضي اللبنانية؟». «كتلة الوفاء» من جهة أخرى، رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد «أن من يدعون انهم حماة الديموقراطية يمارسون ضغوطاً على سورية لأنها تشكل حلقة وصل بين أطراف كل الخط الممانع لسياسات الغرب من إيران إلى العراق وصولاً إلى لبنان وفلسطين، ليس الهدف الإعتراض على ظلم يحصل في سورية واستبدال رئيس بشخص رئيس آخر، الهدف إسقاط موقع سورية ودورها في الصراع ضد المشروع الأميركي- الإسرائيلي في المنطقة». وأضاف: «الذين يراهنون على أن يعودوا إلى السلطة عبر التدخل الأجنبي العسكري في سورية هؤلاء يكذب عليهم من الدول الأجنبية من أجل أن يبقوا مرتبطين بالمشروع الأجنبي، يغرقون في الآمال والطموحات الكاذبة من أجل أن يبقوا أدوات تستخدم في المشروع الأجنبي». ورأى أن «الهدف النهائي من إستهداف الوضع في سورية، هو محاصرة المقاومة وإضعافها لكن هيهات لهم ذلك فقد تجاوزهم القطار وعنق الإسرائيليين في قبضتنا». وقال رعد: «نحن لا نتمنى الحرب لكننا على أتم الإستعداد لها ونحن نعرف أن الإسرائيلي من خلال تجربتنا معه لو كان لديه أدنى إحتمال بتحقيق أي مكتسب من خلال العدوان لما انتظر أحدا في هذا العالم من أجل أن يعتدي على لبنان، لأنه يعرف أن مصير كيانه سيصبح على الطاولة».