شدد اللاعب الدولي السابق عبده عطيف على أن انتقاله للاتحاد سيعيد توهجه الفني من جديد، مراهناً على نجاحه مع فريقه الجديد في المرحلة المقبلة التي وصفها بالمهمة في مسيرته الرياضية. عطيف أكد أنه لن ينسى الأيام الجميلة التي قضاها في نادي الشباب الذي انضم له في درجة الناشئين، وحقق معه عدداً من الألقاب المحلية المهمة. عبده عطيف شدد على أن احترافية إدارة الاتحاد أسهمت في انتقاله بعد أن كان قريباً من الانتقال لصفوف فريقي الأهلي والنصر في الفترة الماضية، مطالباً أنصار الاتحاد بعدم إصدار الحكم المبكر عليه، كونه لن يكون جاهزاً في الفترة المقبلة في ظل ابتعاده عن المواجهات الرسمية منذ إصابته الأخيرة بالرباط الصليبي، القائد الشبابي السابق كشف الكثيرمن خلال الحوار الآتي: انتقالك من الشباب كيف تصفه؟ - خطوة مرضية لكلا الطرفين، وربما محزنة للجماهير. لماذا لم تحاول التوصل إلى حل مع الإدارة الشبابية لوضعك من أجل البقاء مع «الليوث»؟ - كانت هناك طرق أخرى يمكن أن تسير فيها الأمور بشكل أفضل مما سارت عليه، وبالنسبة إلي كنت أرغب في البقاء ولكن يبدو أن إدارة الشباب لديها سياسة جديدة وعلى ما أعتقد أنهم يرون أن عبده عطيف لا يتماشى مع النهج الجديد. الجميع يعرف أن المشكلات الرئيسية هي نهج الإدارة الجديد في اللائحة الداخلية للنادي وأنها المعضلة التي تسببت في توتر العلاقة بينك وبين الإدارة؟ - هذا غير صحيح، الجميع يعرف انضباطية عبده عطيف وهذه ليست المشكلات، لدي بالطبع ملاحظات على اللائحة الداخلية وهذا حق مشروع لأي لاعب في أن يستفسر ويضع ملاحظاته على بعض البنود إضافة إلى كوني قائداً للفريق، واختلافي كان يدور في أن لا تمس اللائحة العقد المبرم بيني وبين إدارة النادي. كنت قائداً للفريق الشبابي، ولا شك أن ذلك جاء لمسببات محددة، ولكن الواضح عكس ذلك؟ - من وجهة نظري كنت استحق أن تتم معاملتي بشكل أفضل حتى وإن لم تكن لدى الإدارة الرغبة في خدماتي، والواضح أن الجوانب السلبية طغت على الجوانب الإيجابية في العلاقة بيني وبين الإدارة. هل أنت نادم على مغادرتك للبيت الشبابي؟ - أمور كثيرة لا يمكن أن أنساها في الشباب، فلك أن تتصور البيت الذي تربيت وترعرعت فيه وكانت لدي فيه ذكريات جميلة والانجازات التي حققتها مع الشباب وعلاقاتي مع العاملين في النادي واللاعبين كافة ودهاليز النادي بكل تفاصيله، فالشباب هو الذي قدمني للجمهور الرياضي ولا شك أن الفراق مؤلم ومحزن جداً بالنسبة إلي، ولكن هذا هو عصر الاحتراف لا بد ان نتقبل أن الانتقال هو جزء من اللعبة التي نمارسها. يقال إن عقدك مع الاتحاد يفوق ما قدمته للشباب لشراء ما تبقى من عقدك، ما صحة ذلك؟ - غير صحيح، فما حصلت عليه من الاتحاد لا يفوق ما قدمته للشباب لكن المدة كانت أقل، وهي نسبة وتناسب وفي المجمل من الممكن أنه يعادل ويكافئ ما قدمته للشباب. لكنك تنتقل إلى فريق يقدم نتائج هزيلة خلال المرحلة الحالة فضلاً عن أنك خارج من إصابة، هل هي مغامرة؟ - هذا الأمر ناقشته وتحدثت فيه مع المقربين مني، والاتحاد نادٍ كبير ومن الممكن أن يحصل له تراجع في المستوى ولكنه يستطيع العودة في أي وقت، وهذه ميزة الفرق الكبيرة، عند أية هزة أو انخفاض في المستوى يعودون، والاتحاد احد هذه الفرق الكبيرة، وهو يملك عناصر مميزة لانتشال الفريق، كما ان الاتحاد يمرض لكنه لا يموت، ومن ناحيتي أتمنى المساندة والمؤازرة كي أقدم ما يليق بي كلاعب وبالاتحاد كنادٍ. هل أنت جاهز للمشاركة مع «العميد»؟ - في الوقت الحالي لست جاهزاً 100 في المئة، واحتاج للوقت لاستعاده اللياقة المطلوبة لخوض اللقاءات واحتاج ايضاً لإستعادة حساسية المباريات و«رتمها»، فالمباريات تختلف كلياً عن التدريبات وبإذن الله أكون جاهزاً بعد فترة التوقف المقبلة للدوري التي سأستغلها لتجهيز نفسي بما ينقصني. الشارع الرياضي السعودي كان ينتظر عبده في الاهلي أو النصر، ما سر التحول إلى الاتحاد؟ - المسألة عدم احترافية في المفاوضات، وافتخر أن ألعب للاتحاد أو الأهلي أو الهلال أو النصر وهي أندية كبيرة لا تحتاج إلى شهادتي، ومن الممكن أن يكون ذلك من حسن حظي في أن يكون هناك تفاهم سريع واحترافية إدارية في الاتحاد أسهمت في تعجيل إنهاء الصفقة. الجماهير الاتحادية، كيف ستتعامل معها خصوصاً خلال الفترة الحالية التي لا يرضي فيها اداء الفريق الجمهور «الاصفر»؟ - الجماهير الاتحادية معروفه بعشقها ل«العميد»، والجمهور بالنسبة إلي هو اللاعب رقم واحد وان شاء الله يكون جمهور الاتحاد عامل النجاح لعبده عطيف، والكل يعرف أن الجمهور هو ملح كورة القدم وان شاء الله ارضي غرورهم وهم يرضون غروري. طريقة لعب فريقك الجديد تختلف عن الشباب، هل سيغير الاتحاد من أسلوبه أم أن عبده سيغير من الاسلوب الاتحادي؟ - لا طبعاً، ومن الصعب أن يغير فرد في مجموعة ولكن بإذن الله لن أجد صعوبة مع غالبية اللاعبين كوني زاملتهم قبل الاتحاد مع المنتخب السعودي واعرف طريقة لعبهم وأسلوبهم. أنا أرى أن تأثير المجموعة أكثر من تأثير الفرد، والاتحاد يمتلك نجوماً قادرين على تجاوز المرحلة الحالية فهو فريق غني عن التعريف على مستوى المنطقة والقارة ولدي ثقة كبيرة بأنه سيتجاوز ظروفه سريعاً، وبإذن الله أسهم مع زملائي لاعبي الفريق كافة في تقديم مستوى جميل ومرضٍ للإدارة والجماهير وعشاق ل«العميد». الاتحاد يمتلك مهاجمين مميزين وعلى رأسهم نايف هزازي، ماذا تقول له؟ - نايف مهاجم ممتاز ونجم كبير ومن حسن حظي أنني كنت أحد اللاعبين الذي وقفوا خلف غالبية هدافي الدوري السعودي، وهزازي بوجود عبده أو من دون عبده هو لاعب كبير وفرض نفسه على الساحة الكروية، وأرى انه من المهاجمين الأوائل على صعيد اللاعبين المحليين. ما هو الفريق الأفضل في الدوري من وجهة نظرك حالياً؟ - من وجهه نظري الشخصية الاتفاق هو الفريق الأبرز، فهو يقدم مستويات رفيعة هذا الموسم ولكن لاعبيه يفتقدون لعنصر الخبرة بحكم صغر سن غالبية اللاعبين فضلاً عن عدم امتلاك إدارته للموازنة الضخمة التي تمتلكها الأندية الكبيرة المعروفة، وعلى رغم كل ذلك فهو فريق يسبب القلق للفرق كافة بما فيها أصحاب الموازنات المالية الضخمة وكذلك هو منافس بارز على لقب الدوري، وهنا أنا أرفع القبعة لرئيس الاتفاق الذي نجح بمصروفات محدودة في مقارعة أندية مصروفاتها بمئات الملايين، وهذا يدل على حنكته ويؤكد أن المادة ضرورة ولكن التخطيط والتفكير يسبق القدرة المادية وهذا ما أثبته لنا عبدالعزيز الدوسري، وأهنئ الاتفاقيين جمهوراً وإدارة وشرفيين على هذا النجاح والتفوق. ومن هو أقل لاعب أجنبي من وجهة نظرك لهذا الموسم؟ - أعرف أن هذا الرأي ربما لا يروق للبعض، ولكن من وجهة نظري فالأميز هما لاعبا الأهلي والشباب كماتشو وفرناندو، أما على الصعيد المحلي فلاعب القادسية ياسر الشهراني أرى فيه لاعب كرة قدم رائع جداً وممتع على رغم انه يلعب في احد الأندية المتذيلة لترتيب الدوري، ومع ذلك فهو قدم نفسه بشكل لافت للنظر وأمامه مستقبل كبير بحكم صغر سنه واعتقد سيكون ضالة المنتخب في خانة الظهير، وما يميزه أيضاً أنه يجيد اللعب بكلتا قدميه، وياسر يعجبني كثيراً وأتمنى له التوفيق وأيضاً لا أنسى أن أضيف إلى القائمة لاعب الاتفاق يحيى الشهري. ما هو اتجاه عبده عطيف بعد 6 أشهر؟ - أولاً، لا بد علي أن أرد الدين لمن وثق في إمكاناتي واختارني لتمثيل الاتحاد، وأن أقدم لهذا الفريق العريق إمكاناتي كافة، وأن أبرهن للجماهير الاتحادية والرياضية أن عبده عطيف جواد أصيل لا يخذل من وضع فيه الثقة وأنه ما زال لدي الكثير لأقدمه في عالم المستديرة، وبعد ذلك فالهم والحافز الأكبر لي هو أن أكون في قائمة المنتخب السعودي الأول خلال المرحلة المقبلة وشخصياً أتمنى أن أبقى في صفوف «العميد» فهو نادٍ كبير ولدي الرغبة في الاستمرار معه. يقال إن عبده لاعب في فترته الأخيرة مع الشباب كان لاعباً مثيراً للمشكلات ويزعزع علاقة اللاعبين بالإدارة؟ - في كل الفترة التي خدمت فيها نادي الشباب على مدار إدارات عدة لم يأتِ عبده متأخراً في أي يوم ولم يتغيب عن تمرين واحد ولم افعل أي حركة غير احترافية مع نادي الشباب، أما من ناحية إثارة المشكلات وزعزعة علاقة اللاعبين وتحريضهم على الإدارة فهذا كلام مردود عليه والدليل شقيقي احمد عطيف قائد حالياً للفريق الشبابي ولو كنت أريد ان أثير أحد فهو سيكون اقرب شخص ممكن ان أحرضه على النادي، لكن الجميع يشاهد احمد وهو يقدم مستويات رفيعة وجميلة مع فريقه، وبالعكس دائماً ما أحثه على الاستمرارية وتقديم أفضل ما لديه، فأنا احترم نادي الشباب واحترم رجالاته ولا يمكن أن تصدر مني تلك التصرفات الصبيانية، فنادي الشباب ككيان لا يستحق مني إلا الشكر والامتنان له، ولو كان لدي أفضل مما قدمته له لقدمته، واقول لجماهير الشباب كافة شكراً على دعمكم ومؤازرتكم لي في الفترة الماضية، ولن أنساكم إذ كنتم الداعم الأول لي بعد الله سبحانه وتعالى في بداية مشواري الرياضي، وشكر خاص للرئيس والداعم الفخري الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، فهذا الرجل لا توفيه كلمات الشكر كافة حقه وأيضاً اشكر الرئيس الذهبي السابق الأمير خالد بن سعد وأقول شكراً لك على مدرستك وتربيتك، فمن يتربى ويترعرع على يد هذا الإنسان لا يمكن ان يسيء لبيته ولا أنسى ذو النظرة الكروية سلطان خميس، أما جماهير فريق الجديد فشهادتي فيها مجروحة، فجمهور الاتحاد ممتع يزيد من حلاوة المباريات وان شاء الله استمتع بتشجيعهم الرائع ويستمتعون بأداء عبده والنتائج الايجابية. وأخيراً أشكر «الحياة» على إتاحة هذه الفرصة في أن أتحدث بآخر المستجدات، كونه أول ظهور لي في صحيفة بعد انتقالي إلى «العميد».
