دمشق، نيقوسيا، نيويورك، بروكسيل، - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - دخل امس اتفاق وقف اطلاق النار في مدينة الزبداني بين اجهزة الامن السورية والمنشقين حيز التنفيذ، وتراجعت حدة القصف الذي تعرضت له المدينة خلال الايام الماضية. وذكرت «تنسيقية الزبداني» و»الهيئة العامة لمنطقة الزبداني» ان الاتفاق تم بعد مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، شارك فيها نائب رئيس الاركان لشؤون المخابرات اللواءآصف شوكت، وبموجبها ينسحب الجيش النظامي من داخل الزبداني وتترك حماية اهلها ل «الجيش الحر» الذي نشر 135 آلية مدرعة فيها، ويحتفظ الجيش النظامي بالسيطرة على مفرزة امن الدولة عند احد مداخل المدينة. وذكرت معلومات ان «كتيبة حمزة بن عبد المطلب» التابعة ل «الجيش الحر» هي التي تتولى الامن في الزبداني. في هذا الوقت قررت دول الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على 22 شخصاً في الاجهزة الامنية السورية وثماني منظمات او مؤسسات اضافية «بسبب تواصل اعمال القمع في سورية». واتخذ القرار على مستوى ديبلوماسيين يمثلون دول الاتحاد على ان تتم المصادقة عليه رسميا الاثنين خلال اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل. وسيشارك وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في هذا الاجتماع مع نظرائه الاوروبيين ليبحث معهم في الوضع في سورية وايران. وستشمل الاجراءات الجديدة تجميد ودائع هؤلاء الاشخاص ومنعهم من السفر الى اوروبا، مما يوسع اللوائح السوداء الموجودة. ويأتي القرار الاوروبي بفرض العقوبات تجاوباً مع اقتراح بريطاني بتشديدها على النظام السوري. وهذه هي السلسلة الحادية عشرة من العقوبات الاوروبية ضد سورية. وفرضت آخر عقوبات عليها في مطلع كانون الاول (ديسمبر) الماضي بالتشاور مع الولاياتالمتحدة. وشملت حظر تصدير معدات الى سورية تستخدم في صناعة النفط او الغاز او اجهزة تسمح بمراقبة الاتصالات الهاتفية او المبادلات على الانترنت. ويخضع 120 شخصا ومنظمة سورية لعقوبات اوروبية. وفي نيويورك عاد خبراء الدول الأعضاء في مجلس الامن لليوم الثاني الى استكمال مباحثاتهم حول مشروع القرار الروسي المعادة صياغته، في جلسة عقدت في مقر البعثة الروسية خارج الأممالمتحدة. وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت ل «الحياة» إن «الروس لم يبدوا مرونة في المناقشات في جلسة الثلثاء». وأضاف أن أي تقدم «لم يحرز وسنرى حقيقة المواقف عندما نبدأ مناقشة الفقرات التنفيذية في مشروع القرار». وكان من المقرر أن تعقد جلسة الخبراء بعد الظهر لمناقشة الفقرات التنفيذية في مشروع القرار والتي اقترح الأعضاء الغربيون تعديلات جوهرية عليها تتضمن فرض عقوبات. واعتبر ديبلوماسي في مجلس الأمن أن جوهر المناقشات الدائرة هو حول «قبول أن يتولى مجلس الأمن دوراً في الأزمة السورية أم لا» معتبراً أن روسيا ومن يدعم موقفها «يسعون الى إبقاء المسألة خارج مجلس الأمن وتجنب اتخاذ أي إجراء فعلي». على الصعيد الميداني، اكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان نهار امس لم يشهد قصفا على الزبداني خلافا لما حدث خلال الايام الماضية، حيث «تكبد الجيش خسائر بالعتاد والارواح»، على حد قوله. ولم يتمكن المرصد من ان يؤكد ما اذا كان ذلك يعود الى الاتفاق بين الجيش والمنشقين الذي ينص على انسحاب الدبابات من محيط الزبداني والافراج عن الاسرى على الا يقوم المنشقون بضرب الحواجز التي اقامها الجيش». ويأتي الاتفاق على وقف اطلاق النار في الزبداني قبل 3 ايام من الاجتماع الذي تعقده اللجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الوضع السوري في القاهرة نهار السبت المقبل. من جهة اخرى فقدت الليرة السورية نحو 51 بالمئة من قيمتها منذ بداية الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار (مارس) الماضي، وبلغت قيمتها التداولية امس مقابل الدولار الاميركي 71 ليرة سورية. وقال رئيس تحرير نشرة «سيريا ريبورت» الاقتصادية جهاد يازجي ان «الهبوط المتسارع لليرة مرتبط مباشرة بالازمة السياسية التي تؤثر بقوة على الاقتصاد بالاضافة الى العقوبات الاقتصادية على استيراد النفط السوري». واضاف ان العائدات الحكومية من العملة الاجنبية تنخفض ايضاً لأن النفط يمثل ربع قيمة الصادرات السورية. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي ان رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد الدابي سيقدم تقريراً اليوم الخميس الى الجامعة لمناسبة انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول، وهذا التقرير «سيكون حاسما». وذكر ان هناك صعوبات ظهرت في عمل لجنة المراقبين التي تعرضت «إلى عدد من الممارسات مع الأسف وصلت إلى درجة الاعتداء على شخصين من أفراد البعثة وإصابتهما بجروح وتكسير السيارات التي يستقلونها». واعتبر بن حلي أن هذا «أثر على عمل اللجنة وتحركها رغم البيان الذي صدر عن الخارجية السورية والذي أكد على الالتزام بحماية اللجنة وتسهيل كل تحركاتها».