قال ناشطون وشهود إن مواجهات عنيفة اندلعت أمس بين قوات الجيش السوري وجنود منشقين في قرى جبل الزاوية في ادلب، موضحين ان 12 على الاقل قتلوا خلال معارك أمس. كما تحدث الناشطون عن تظاهرات في درعا واعتقالات في دير الزور. من ناحيتها قالت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة إن اكثر من 2900 سوري قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، فيما يعتبر عدد المفقودين «أكبر من ذلك بكثير». في موازة ذلك قال ديبلوماسيون غربيون إن الاتحاد الاوروبي سيوسع عقوباته ضد دمشق، خصوصا المصرف التجاري السوري. وعن معارك قرى جبل الزاوية، قال ناشطون إن الجيش السوري هاجم قرى على الحدود مع تركيا لملاحقة جنود منشقين. وأوضح ناشطون انه يعتقد ان المئات من الجنود السوريين انشقوا وتركوا الجيش في ادلب بسبب الاستخدام المفرط للعنف ضد المدنيين. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن «القتلى هم سبعة جنود من الجيش السوري النظامي وخمسة من المدنيين والمنشقين بالاضافة الى اصابة العشرات بجروح». وأفاد المرصد ان قوات عسكرية وامنية اقتحمت قرى في جبل الزاوية. وفي محافظة درعا خرج نحو 15 الفا في تظاهرة كبيرة اثناء تشييع جثمان الشاب باسل الشحادات (17 عاما) الذي توفي أول من امس «متاثرا بجراح اصيب بها خلال اطلاق رصاص في 25 ايلول» (سبتمبر) الماضي، فيما اعتقلت السلطات 29 في دير الزور فجر امس. ودعا الناشطون المؤيدون للديموقراطية على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي الى التظاهر اليوم في جمعة «المجلس الوطني السوري هو ممثلنا، انا وانت وكل السوريين». وبث شريط فيديو على موقع يوتيوب، اعلن المعارض السوري رياض الترك (71 عاما) فيه تأييده للمجلس الوطني السوري الذي تشكل في اسطنبول منتصف الاسبوع ويضم معظم التيارات المعارضة للنظام. وقال الترك «اليوم نعلن ترحيبنا بولادة المجلس الوطني السوري وندعو جميع قوى الثورة الى التوحد حول الشعار وبناء نظام ديموقراطي مدني يكون في خدمة الحرية التي هي هدفنا الاسمى». من ناحيتها أعربت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة امس عن قلقها الشديد من الاوضاع الانسانية في سورية، موضحة ان اكثر من 2900 شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات. وقال الناطق باسم المفوضية روبرت كوليفيل انه «طبقا للائحة القتلى المفصلة، فقد وصل عدد من قتلوا منذ اندلاع التظاهرات في سورية الان الى اكثر من 2900 شخص»، الا انه اوضح ان هذا الرقم قد يرتفع انطلاقا من ان عدد الاشخاص الذين اعتبروا في عداد المفقودين «اكبر بكثير». وفي بروكسيل، قال ديبلوماسيون إن الاتحاد الاوروبي سيبحث الاثنين المقبل توسيع اجراءاته ضد المصرف التجاري السوري، في اطار تشديد العقوبات على دمشق. وقال مصدر مطلع إن القرار «اتخذ بالفعل من حيث المبدأ»، ومن المقرر ان يطرح على لجنة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي الاثنين. إلى ذلك، قالت مصادر غربية في مجلس الأمن إن السفير الروسي فيتالي تشوركين سعى وراء إقناع حكومته بجدوى عدم استخدام الفيتو ضد الصيغة الأخيرة لمشروع القرار الأوروبي في الشأن السوري بعدما أدخلت تعديلات جذرية عليه جردته من عقوبات آنية أو تلقائية وضمنته إلقاء اللوم على المتطرفين في المعارضة السورية. وأكدت المصادر أن القرار جاء من موسكو بالتصويت ضد القرار. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر الناطق باسمه مارتن نازركي «شعوره بالأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من الاتفاق» على مشروع القرار المتعلق بسورية. وشدد نازركي مرة أخرى على أن الأمين العام «يؤمن أن الصمت إزاء ما يحدث في سورية ليس مقبولاً وأن على الأسرة الدولية أن تتحدث وتتصرف بصوت واحد». وأضاف أن «العنف في سورية غير مقبول» وأنه «لواجب أخلاقي إيقاف سفك الدماء ومساعدة السوريين في هذه الأزمة».