التجاعيد تفترش الوجوه، والوهن يلهو بالسواعد، وفاجعة كبرى توشك أن تسقط على هذا المكان...! وحدك... تتأبط حلماً لذيذاً يسترخي في غياهب الذاكرة، وتختال بورقة رسمية لا تساوي حبرها الذي كتبت به. وتنهال عليك التحايا... كفاتح أسطوري. ماذا تصنع بكل هذه الأهازيج... وأنت لا تستطيع أن تطبع قبلة على جبين أمك مخافة أن تزيدها ألماً...! وكيف تفرح... والكف التي ربتت على كتفك يوماً، وأوصتك بكل شيء إلا بها، لا تستطيع الآن حتى أن تلوح لك تلويحة الوداع...! تجلس حيث ينتهي بك الحزن، ويفلت منك سؤال يثقب جدار الصمت الرهيب، هل كان الأمر حقاً يستحق كل هذا الغياب...؟ سؤال ينغز خاصرة اللحظة بكل قسوة... واستفهام لم يعد له أي معنى الآن... تمسك حقيبة سفرك وتملؤها بما تناثر من قصاصات الذكرى وتخرج وبلا شعور تجد نفسك تردد ما قاله الشاعر ذات غربة: كل شيء جميل فر... إلا أنت... بقيت تسأل: كيف الفرار...؟!