جزيرة جيليو (ايطاليا) - ا ف ب - أدى سوء الأحوال الجوية إلى توقّف أعمال البحث موقتاً عن ناجين من كارثة غرق سفينة «كوستا كونكورديا». وكان الحادث، الذي وقع قرب جزيرة جيليو الايطالية، أسفر عن مقتل ستة وأصبح يشكل تهديداً كبيراً على البيئة، كما أعلن وزير ايطالي. وقال مسؤول الغواصين رودولفو رايتيللي لوكالة «فرانس برس»: «تحركت السفينة تسعة سنتيمترات وأجلينا كل الوحدات بسبب سوء الأحوال الجوية». وندّد مدير شركة «كوستا كورسييري»، المالكة للسفينة، بيرلويغي فوسكي، بوجود «خطأ بشري من جانب القبطان لا يمكن تفسيره، في حين تصرف طاقم السفينة كالأبطال». وبعد ليلة من أعمال البحث المتواصلة، انتشلت فرق الإنقاذ صباح أمس جثة سادسة لرجل لم تعلن هويته أو جنسيته بعد. وكانت فرق الإنقاذ تبحث عن 16 شخصاً من بينهم أربعة ايطاليين وأميركيين، إذ أعلنت السفارة الأميركية على صفحتها على موقع «فايسبوك» العثور على 118 شخصاً من الأميركيين ال 120 الذين كانوا على متن السفينة. ومن بين المفقودين أيضاً أربعة فرنسيين وشخص لم تعلن هويته، كما لم تكشف هوية أفراد الطاقم الذين لا يزالون مفقودين، ومن بينهم ايطاليون وأميركيون وفرنسيون لا يزالون مفقودين. وأوقف قبطان السفينة فرانشيسكو سكيتينو ومساعده الأول سيرو أمبروزيو، في حين أشارت وسائل إعلام إلى أنهما يواجهان اتهامات بالقتل، إضافة إلى التخلي عن السفينة قبل إجلاء جميع الركاب. وأوردت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أمس، أن سكيتينو ربما أراد مجاملة المسؤول أنتونيللو تييفولي المتحدّر من جزيرة جيليو، فقام بالاقتراب من الجزيرة، ودعاه لرؤيتها. ورجّحت «كوستا كورسييري» في بيان أن يكون الربان أخطأ في التقدير ما كانت له تبعات خطيرة، تمثلت باصطدام السفينة بحاجز صخري معروف، كما أن قراراته في إدارة الحال الطارئة لم تتوافق مع المعايير التي تتبعها كوستا كورسييري بالالتزام بالمعايير الدولية». وكُشف عن أن خفر السواحل طلبوا مراراً من القبطان أن يعود إلى متن السفينة خلال عمليات الإنقاذ، ولكن من دون جدوى، وهو ما نفاه الأخير. وقال سكان من الجزيرة إن السفينة كانت قريبة جداً واصطدمت بالحاجز. وحذر مسؤولون ايطاليون أمس من الأخطار التي يمكن أن تشكلها السفينة على البيئة المحيطة بجزيرة جيليو، التي تقع ضمن محمية بحرية طبيعية.