تواجه جمعية المسرحيين السعوديين هذه الأيام أوضاعاً صعبة، تتمثل في استقالات جماعية ومشكلات تطفو بين وقت وآخر على السطح، لتصل إلى حد التلاسن واحتداد اللهجة بين رئيس الجمعية وأعضاء في مجلس الإدارة قدموا استقالاتهم أخيراً فيما يحاول أعضاء آخرون مهمومون بالمسرح تهدئة الأمور والبحث عن حلول ناجعة. ونشر المسرحي علي السعيد، أحد أعضاء مجلس الإدارة المستقيلين، خطاب استقالته على موقع «فيس بوك»، وأشار فيه إلى عدم تمكن وزارة الثقافة والإعلام من دعم الجمعية مالياً لعقد الجمعية العمومية وإجراء انتخابات ترشيح مجلس إدارة جديد، وأن رؤية الوزارة باستمرار المجلس الحالي لتسيير أمور الجمعية، حتى موعد عقد الجمعية العمومية المقبلة، لا يخدم الجمعية بأي شكل من الأشكال، وقد يؤثر سلباً في علاقتها بأعضائها وبمستقبل برامجها وخططها، إذ إن المجلس الحالي قد استنفد كل طاقته وقدراته في سبيل خدمة الجمعية وأهدافها. ويرى أيضاً أنه لن يقدم أكثر مما قدم. وقال السعيد ل«الحياة» إن أسباب الاستقالة تعود إلى تأخر الوزارة في تحديد موعد اجتماع الجمعية العمومية، «والتي كان من المفترض انعقادها قبل شهرين»، مشيراً إلى أن المشكلات التي حصلت بين مدير الجمعية أحمد الهذيل والأعضاء في مجلس الإدارة «لا تعدو كونها اختلاف في وجهات النظر وتحصل في كل مكان»، مضيفاً أن المسألة «تنظيمية وأنه كان يجب أن يعقد الاجتماع في موعده». وحول دواعي الاستقالة الجماعية، أشار إلى أنه لم يكن هناك «أي اتفاق مسبق بين المستقيلين، فكل واحد منهم لديه مبرراته، وأن تلك الاستقالات حدثت في أوقات متفاوتة». وأضاف أن الجمعية «تعاني من مشكلات مادية وإذا كان الأعضاء صادقين في حرصهم على الجمعية ولديهم الرغبة الجادة، فعليهم دعوة المجلس على حسابهم الشخصي». وحول المشكلات التي قد تواجههم في حال تنفيذ مطالباتهم بعقد الاجتماع، أشار إلى أنه ربما تواجههم مشكلات متعلقة ببنود اللائحة، من ناحية انطباق شروطها على الأعضاء وتجديد العضويات المنتهية، ومن يحق له التصويت وما إلى ذلك من بنود اللائحة. أما عضو مجلس الإدارة المسرحي سامي الزهراني فيعيد سبب استقالته «إلى عدم قدرة جمعية المسرحيين السعوديين على عقد الجمعية العمومية للأعضاء المنتسبين لها، وعدم قدرتها أيضاً على عقد الانتخابات لاختيار مجلس جديد للجمعية». وقال: «إن المصالح الشخصية لرئيس مجلس الإدارة تقف وراء ما يحدث. يعني ببساطة شديدة لو لم تكن لديه مصلحة في جلوسه على كرسي الرئاسة لن يستمر يوماً واحداً. الدعوات الخارجية التي تقدم له من مختلف المهرجانات الخارجية ليست لشخصه، ولنا أن نراجع كم من مهرجان حضره الهذيل بعد التمديد، من الكويت والأردن وأخيراً عمان» . وأضاف الزهراني أن أسباب ما يحدث من خلافات واضح، ويتمثل في مطالبة المسرحيين الأعضاء بحقوقهم «في عقد جمعية عمومية وصرف بطاقات العضوية، وعقد انتخابات لاختيار مجلس جديد، فهو الشخص الوحيد المستفيد من التمديد للمجلس القديم»، مشيراً إلى أن توقف عمل جمعية المسرحيين وعدم تفعيل دورها، خلال المدة الماضية، «يؤثر بشكل واضح في الحركة المسرحية السعودية، فهناك العديد من الفرق الخاصة بالمملكة لا تستطيع القيام بدورها في خدمة المسرح السعودي، لأنها تنتمي للجمعية وخير دليل على ذلك العرض المشارك في مهرجان المسرح العربي، المقام حالياً بالأردن، كادت تلغى مشاركته بسبب عدم توافر تذاكر سفر لفريق العمل لولا تدخل جهات أخرى للقيام بدور جمعية المسرحيين، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو عقد جمعية عمومية وعقد انتخابات لاختيار مجلس جديد لإدارة الجمعية. وإذا لم نستطع ذلك فعلى المجلس الحالي أن يقدم استقالته، ويسلم الجمعية لوزارة الثقافة والإعلام لاتخاذ ما تراه مناسباً لمثل هذا الوضع، كما تفعل الوزارة مع الأندية الأدبية حالياً». من جهة أخرى اتصلت «الحياة» برئيس مجلس إدارة «جمعية المسرحيين السعوديين» أحمد الهذيل، للتعليق على ما أدلى به كل من سامي الزهراني وعلي السعيد، إلا أنه طلب التريث قبل أن يدلي بأي تعليق، على أن يخص «الحياة» لاحقاً بحوار مطول حول ملابسات ما يحدث في الجمعية.