لم تمر فترة صعبة وقاسية على نادي الاتحاد منذ زمن بعيد أصعب من الفترة الحالية التي يمر بها «عميد الاندية السعودية»، ولم يشهد الاتحاد مشكلات وإخفاقات واتهامات وتراشقات إعلامية أكثر من تلك التي يشهدها هذه الأيام، ف«العضو الداعم» عبدالمحسن آل الشيخ الذي ضخ مئات الملايين لأكثر من 15 عاماً يعلن ب«صمت» توقفه عن الدعم من دون مقدمات، و«العضو المؤثر» منصور البلوي يعتزل الساحة الرياضية نهائياً، والحال ينطبق على ال«عضو الفعال» أسعد عبدالكريم يتوارى هو الآخر عن الأنظار، إذ أصبح لا يقوم بالدور المهم الذي كان يقوم به في الأعوام الماضية، أما قائد الفريق الاتحادي اللاعب الدولي محمد نور الذي يرغب في الانتقال لفريق الجيش القطري لم يعد ذلك اللاعب القيادي البارز في صفوف «العميد» خلال المباريات الماضية لأسباب عدة، ولاعب الارتكاز سعود كريري يرغب ايضاً في شراء بقية عقده وترك الفريق، والمنتشري هو الآخر دخل ال«فترة الحرة» ولم يجدد عقده الاحترافي حتى الآن. وامام ذلك، يمر فريق الاتحاد الذي عرف بمنافسته القوية على البطولات المحلية كافة بسلسلة من الإخفاقات والنتائج السلبية ما بين خسائر وتعادلات في جولات دوري زين الماضية، والمدرب الجديد يوزع الإتهامات على اللاعبين والوضع في المجمل العام محزن لا يسر عدو ولا صديق، و«النمور» ما زالت جراحهم تنزف بغزارة على شفا السقوط المريع، إذ دخل رئيس النادي، اللواء محمد بن داخل في أزمة حقيقية وهو يرى تلاطم أمواج القضايا الساخنة تعصف بناديه، حيث تخلى عنه كبار الشرفيين وأعمدة الكيان العريق، وتركوه يغرق وحيداً في الموازنة المالية الحرجة التي تمر بها خزانة ناديه، وكأنهم ينتظرون لحظة سقوطه وهروبه من كرسي الرئاسة. وحاول ابن داخل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الأسابيع الماضية على أمل تصحيح مسار الفريق وأتخذ جملة من القرارات القوية من بعد الخروج من البطولة الآسيوية في نسختها الماضية ولكن من دون جدوى، إذ أقال حمزة إدريس وحسن خليفة من الجهاز الفني، ثم أتبعهما بالمدرب البلجيكي ديمتري وتعاقد مع السلوفيني توماس كيك، وأعطى الكويتي فهد العنزي مخالصة مالية، وطوى قيد الجزائري عبدالملك زيايية، وجلب الكنغولي أندوما قبل أن يكتشف مشكلاته الصحية في القلب ويفشل في اجتياز الفحص الطبي، وحاول الرئيس الاتحادي إعادة جمال فرحان لمنصبه في جهاز الكرة ولكنه لم يستجب، وظلت النتائج الضعيفة حجر عثرة في طريقه الذي وجد نفسه في ورطة حقيقية أمام سيل المطالبات الشرفية والجماهيرية بتعديل وضع النادي وعلاج مكامن الخلل قبل ان يزداد الوضع سوءاً في الأيام المقبلة. وانتقلت حدة الخلافات في النادي من ساحة الشرفيين وإدارة النادي لتصل إلى ساحة الإعلاميين الاتحاديين الذين وجدوها فرصة لتصفية حساباتهم الشخصية مع بعضهم البعض، ونشر الغسيل عبر قناة «أبوظبي الرياضية» بعد مداخلة الزملاء عدنان جستنية وعبدالله فلاتة اللذان أخذا في فضح بعضهما البعض على الملأ أمام المشاهدين، عندما كانا في صحيفة «المدينة» بمصطلحات «الواسطة والأرشيف، وأنا أفضل منك»، قبل أن يتدخل مقدم البرنامج محمد نجيب وينهي التراشق الشخصي بينهما، ولكن ما يسجل لإدارة ابن داخل جلبها للإعلامي «الخبير» جمال عارف لإدارة المركز الإعلامي وتهذيب لغة الخطاب الإعلامي في النادي التي شهدت الكثير من الهدوء.