كسلا (السودان) - ا ف ب - اكد احد طالبي اللجوء الاريتريين في مخيم قرب مدينة كسلا في شرق السودان «انهم يصطادوننا لبيعنا مثل الاغنام»، مشيرا الى المهربين الذين يتحركون في الظلام وسط الصحراء لاسر غنائمهم من البشر. وينقل اللاجئون روايات عن عمليات خطف حصلت على الحدود السودانية - الاريترية، مؤكدين ان الذين ينفذونها من ابناء القبائل السودانية المقيمة في تلك المنطقة. ويقول الاريتري، طالبا عدم كشف اسمه، ان «مجموعات المهربين قامت بخطف طالبي اللجوء لبيعهم الى مجموعات اخرى مقابل مبلغ من المال». ويؤكد رفيق اثيوبي له في معسكر شجرة ان «بعض المجموعات السودانية تقوم باشياء». ويصمت الشاب، ويلتفت حوله ثم يقول «اتحدث اليكم وانا خائف»، ثم يضيف «يوميا تحدث عمليات خطف هنا». ويسمي آخر قبيلة سودانية تعيش في شرق السودان، طالبا عدم كشف اسمها. ويقول ان افرادها «يأتون في الليل ويتربصون بمن يخرج لقضاء حاجته، ويقومون بخطفه». ويقول اللاجئون ان المجموعات التي تخطف طالبي اللجوء الاريتريين تطالب اسرهم بدفع فدية مقابل اطلاق سراحهم. ويقول احد طالبي اللجوء: «في هذا المخيم العديد من اللاجئين الذين تعرضوا للخطف، وهم في طريقهم للسودان. المجموعات التي تختطف المهاجرين تطالب بدفع اموال مقابل الافراج عنهم. البعض يقول انهم يطلبون خمسة الاف جنيه (10 الاف دولار) مقابل اطلاق سراحهم». وبذلك يقع المهاجرون غير الشرعيين ضحية مرتين. فمن ناحية هم ضحية المهربين الذين يتلقون اجرا مقابل مساعدتهم على اجتياز الحدود سرا، ومن جهة ثانية عرضة للخطف على ايدي عصابات اخرى للحصول على فدية. ويقول مسؤول الحماية بمفوضية الاممالمتحدة في شرق السودان فيلكس روس: «خلال شهر نسمع بحوالى 20 عملية اختطافز وقطعا العدد اكبر من ذلك. هذه المجموعات التي تقوم بعمليات الاختطاف مسلحة باسلحة ثقيلة. احيانا نسمع اصوات تبادل اطلاق نار بينهم والقوات الحكومية السودانية انهم يسلحون انفسهم جيدا ويستخدمون اسلحتهم». ويشير روس الى سوق الرشايدة، نسبة الى قبيلة الرشايدة التي تعيش في شرق السودان، والتي يتهم افرادها بالعمل في التهريب. ويقول ان «سوق الرشايدة نقطة للتهريب. هناك يتم تهريب كل شئ بما في ذلك البشر. لكن احيانا لديهم نقاط لتجميع البشر بعيدة عن معسكر تجميع اللاجئين». ويضيف ان المهربين «يسافرون في غالب الاحيان ليلا. المسافرون في الليل يمكنهم رؤية اضواء تتحرك في الصحراء من الحدود الاريترية مع السودان». وقال مفوض الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس، خلال زيارته الاخيرة للسودان: «اتفقنا مع حكومة السودان ومنظمة الهجرة الدولية على برنامج لرفع قدرات الشرطة السودانية لمواجهة مهربي البشر الذين لا بد من القضاء عليهم». واضاف: «هذا امر مقلق للغاية. اشياء مريعة تحدث في عمليات تهريب البشر والبعض لقوا حتفهم اثناء عمليات التهريب». وشدد على «تحرك دولي حقيقي لجمع المعلومات وبناء قدرات الشرطة للتعامل مع الامر. وان تتعاون دول الاقليم حتى نتأكد ان هؤلاء المجرمين الدوليين تم ايقافهم ويتعرضون لعمليات ردع قوية حتى نؤمن الضحايا»، ملاحظا «انها ليست مشكلة السودان لوحده انها شبكة تتحرك في عدد من الدول». وتقول مفوضية اللاجئين السودانيين «ان 92 الف طالب لجوء تم تسجيلهم خلال السنوات الاربع الاخيرة، 90 في المئة منهم اريتريون والباقون اثيوبيون وصوماليون. لكن المتبقي من هذا العدد الان داخل المعسكرات فقط 20 في المئة من اجمالي العدد والبقية تسربوا منها». وتفيد احصاءات مفوضية الاممالمتحدة للاجئين ان حوالي الفي اريتري يدخلون شرق السودان شهريا طلبا للجوء واغلبهم شباب تراوح اعمارهم ما بين 18 و35 عاما. ويقول روس ان «العديد من طالبي اللجوء جاءوا هربا من الخدمة العسكرية في بلدهم اريتريا ولكن البعض يبحث عن فرص اقتصادية افضل».