نفت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، ما أشيع عن اكتشاف سبع حالات إصابة بمرض السُّل في مستشفى عنك العام (محافظة القطيف). وهو ما دفع مراجعِين إلى تأجيل مواعيدهم إلى يوم آخر، خوفاً من انتقال العدوى لهم. فيما أقر اختصاصي الوبائيات مدير الخدمات الوقائية والصحة العامة في المراكز الصحية لقطاع القطيف الدكتور هاشم أبو الرحى، بأنه تم التبليغ من قبل المستشفى عن «حالة إصابة واحدة فقط». وقال أبو الرحي، في تصريح ل«الحياة»: «إن معدل الإصابة بالسُّل في المملكة، مُطابق للمعدل العالمي». ولفت إلى أن «البعض لا زال ينظر إلى السُّل على أنه «وباء لا شفاء منه». إلا أنه الآن يُعالج علاجاً كاملاً. والشفاء منه مضمون، ويخرج مريض السل من المستشفى خلال شهرين سلبياً تماماً تجاه المرض، بعد أن يتلقى العلاج لنحو أسبوعين. ولا يتضح ذلك إلا من طريق اختبار مُعين، وإذا كان إيجابياً تجاه المرض، يدخل المريض إلى الحجر الصحي، ولكن بعد أن يتم التأكد من أن البصاق سلبي، من خلال ثلاث اختبارات للصبغة، ويُكمل باقي علاجه في المنزل. ولا يعتبر بعد هذا مُعدياً». ورفض اعتبار السُّل «من الوبائيات المُقلقة الآن، أو التي تثير الفزع، ووجود حالة واحدة في مستشفى لا تعتبر مؤشراً خطراً». وقال: «إن الأمراض المُعدية موجودة طوال العام، ومنها «الدرن»، الذي لا يُعتبر مشكلة صحية في المملكة. أما عن التهاب الكبد الوبائي «بي» و»سي» فيعتبران مشكلة صحية، ليس في المملكة فقط، وإنما على مستوى العالم الثالث»، منوهاً إلى أنه «يتوفر علاج للكبد الوبائي بأنواعه، إلا أنه لا يعتبر ناجحاً لكل الحالات، ولا تتجاوز نسبة النجاح 50 في المئة حالياً». وأكد أهمية «التعاون في التعرف على أنواع الأدوية والعلاجات الجديدة». وقال: «إن العلاج الموجود لدينا في المملكة للكبد الوبائي، هو العلاج المُستخدم والمُعتمد في الولاياتالمتحدة الأميركية، ودول أوروبا. كما أن وصول الأدوية على مستوى العالم يحتاج إلى وقت، فالأدوية التي مضى على إنتاجها واستخدامها أقل من خمس سنوات، قد لا تصل إلى الدول الأخرى. أما الأكثر من ذلك، فتصل إلى كل دول العالم، بحسب موازنة الدولة التي ترغب في الشراء، وهو متوفر لدينا». وعن معدل الإصابات بالدرن (السُّل) في محافظة القطيف، ذكر أنه «يتراوح بين 10 إلى 18 حالة سنوياً، بين سعوديين وأجانب، وخلال السنوات الخمس الأخيرة بلغ عدد الحالات 840 حالة إصابة. ولا يعني هذا الرقم أن الحالات في تزايد، وإنما النشاط في معدل الاكتشاف هو المتزايد»، مردفاً أن «المملكة تسعى إلى التقليل من الإصابة بالدرن إلى أقل حد، والهدف منذ العام 2010 خفض العدد إلى حالة لكل مئة ألف. ووصلنا في القطيف إلى أقل من واحد لكل مئة ألف بين السعوديين، وهذا معدل سنوي. ونجحنا في ذلك من خلال البرنامج الوطني لمكافحة الدرن. وهذا يعتبر معدلاً عالمياً. ولا زلنا نطبق مكافحة الدرن وفق استراتيجيه حديثة، من خلال الحالات وفحص الحالات المُخالطة للمرضى، سواءً في بيئة العمل (كادر الأطباء والتمريض)، أو الساكنين في المنزل. فيما يخضع الأطباء والممرضات لفحص مستمر، ومن ضمن التحاليل الالتهاب الكبدي بنوعيه، وحال التوظيف يجرى لهم فحص «الإيدز»، إضافة إلى «الدرن» والكبد الوبائي بنوعيه».