تباينت ردود الفعل في مصر حول «القنبلة» التي فجّرها المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بإعلان انسحابه من المنافسة في انتخابات الرئاسة المتوقعة في حزيران (يونيو) المقبل، متهماً المجلس العسكري بأنه «يأبى إلا أن يمضي في الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط». وعبّر مرشحون محتملون للرئاسة عن «الأسف» لانسحاب البرادعي، في حين اعتبرت قوى شبابية أن قراره يضع العسكر «أمام مأزق». لكن كان لافتاً أن جماعة «الإخوان المسلمين» انتقدت الخطوة ورأت أنه كان عليه الدخول في «الوعاء المؤسساتي» وليس الوقوف في صفوف المعارضة من البداية. والتقى موقف «الإخوان» مع انتقادات وجهها محسوبون على النظام السابق أو من ينعتون ب «الفلول» الذين اعتبروا أن البرادعي «يتهرب من نتائج الصناديق». وجاء هذا التطور مع إعلان حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، دعمه حكومة الدكتور كمال الجنزوري، مؤكداً أن هناك «توافقاً» بين الحزب الفائز بالأكثرية في مجلس الشعب وبين الحكومة. وعقد البرادعي اجتماعات متتالية في مقر إقامته أمس عقب إعلانه الانسحاب من سباق الرئاسة. فاستقبل مثقفين بينهم الناشر إبراهيم المعلم، والصحافي وائل قنديل، والشاعر عبدالرحمن يوسف، إضافة إلى رئيس «الجمعية الوطنية للتغيير» الدكتور عبدالجليل مصطفى، والإعلامي حسين عبدالغني. كما التقى مجموعات من شباب الثورة أبرزهم المنسق العام لحركة شباب «6 أبريل» أحمد ماهر. وأوضح الشاعر عبدالرحمن يوسف ل «الحياة» أن الاجتماع ناقش قرار البرادعي وأن ردود الفعل تباينت بين مؤيد ومعارض و «لكن في النهاية احترم الجميع» القرار الذي اعتبره يوسف «نابعاً من ضميره، ولا يتعلق بأي مصلحة شخصية». من جانبه، عبَّر المرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسى عن أسفه لانسحاب البرادعي، معبّراً عن ثقته في أنه «سيواصل جهوده إلى جانب كل المصريين الساعين إلى إعادة بناء البلاد». أما زعيم حزب «غد الثورة» (تحت التأسيس) أيمن نور فاعتبر قرار الانسحاب «صدمة» للضمير الوطني و «صفعة» للمجلس العسكري و «قبلة حياة» للثورة. كما أكد المرشح المحتمل للرئاسة حمدين صباحي أن البرادعي «قيمة وطنية محترمة» و «بانسحابه نكون خسرنا فيه مرشحاً لانتخابات الرئاسة لكننا بالتأكيد سنكسبه في خدمة مصر ومستقبلها وصناعة نهضتها أياً كان موقعه». ووصف المرشح المحتمل الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل قرار البرادعي بأنه شكّل «صدمة». أما جماعة «الإخوان المسلمين» فانتقدت القرار. وقال الناطق باسمها محمود غزلان ل «الحياة»: «كان من الأجدى على البرادعي أن يستمر في سباق الرئاسة حتى يتمكن من تحقيق أهداف الثورة». وأوضح: «نحن في مرحلة بناء المؤسسات، ويجب على الجميع الانخراط في هذا العمل عبر صناديق الاقتراع». واعتبر أن البرادعي رفض الدخول في «وعاء المؤسسات... ووضع نفسه في قالب المعارض مبكراً». وثمن «شباب الثور» الخطوة ورأى الناطق باسم شباب «6 أبريل» محمود عفيفي ل «الحياة» أن قرار البرادعي يوجه «صفعة» إلى المجلس العسكري ويضعه «في مأزق» كما أن «من شأنه تعرية كل من يلهثون وراء المناصب». وأعلن حوالى الف مثقف وفنان مصري التقوا امس، في اطار المؤتمر الاول للابداع المصري رفضهم «لإرهاب العقول وتكفير التفكير». وتعهدوا بالوقوف صفا واحدا «في وجه من يريدون ان يطفئوا طاقة التنوير المصرية». وأكدوا على «عدم السماح بتغيير ملامح الشخصية المصرية بتطوراتها الحضارية وعودتها الى الوراء مع رفض التهجير للعقل المصري وقمعه». واكد بيان، ردا على مقولات لسلفيين طالبوا بطمس وجوه التماثيل الفرعونية بالشمع، «نرفض السماح لجهات مختلفة من المساس بالتراث الحضاري المصري ومن بينها الاثار».