غادر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بلاده إلى دبي، في زيارة غير معلنة تأتي في خضم خلافات محتدمة بين حكومته والمؤسسة القضائية المدعومة من القيادة العسكرية. وأفاد بيان اصدرته الرئاسة الباكستانية بأن زرداري غادر لحضور حفلة زفاف ولقاء أبنائه، وإجراء فحوص طبية تلي دخوله المستشفى في دبي ايضاً الشهر الماضي. وعقد البرلمان جلسة استثنائية بدعوة من الحكومة مساء امس لمناقشة الأوضاع الداخلية المتقلبة، بعدما فشلت الكتلة البرلمانية ل «حزب الشعب» الحاكم وحلفاؤها في التوصل إلى إجماع حول قرار يمكن أن تتخذه الحكومة لمواجهة ضغوط المحكمة العليا على زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، من اجل الامتثال لقراراتها الخاصة بإلغاء قانون المصالحة الوطنية الذي اصدره الرئيس السابق برويز مشرف عام 2008، وإعادة فتح ملفات الفساد وسوء استخدام السلطة التي تشمل زرداري وأعضاء كبار في الحكومة. وتبدو خيارات الحكومة صعبة في مواجهة المحكمة العليا والمؤسسة العسكرية؛ خصوصاً بعدما حددت المحكمة العليا الاثنين المقبل موعداً اخيراً للحصول على رد على الاتهامات الموجهة اليها، علماً ان فشل الحكومة في مواجهة القرارات سيمنح المحكمة حق اصدار قرار بفقدان الرئيس ورئيس الوزراء ووزير العدل شرعيتهم في تولي مناصبهم، ويعني عزلهم دستورياً وفقدان «حزب الشعب» مواقعه القيادية في ظل عدم قدرته على اختيار قائد جديد له والدولة. كما ان الأحزاب المتحالفة معه بدأت، بضغط من المعارضة والجيش، تتراجع عن تأييد الرئيس ورئيس الوزراء، ما يعني أنها لن تصوت على بقائهما في البرلمان. ويملك جيلاني خيار تقديم استقالة حكومته قبل الاثنين، مع توصية الرئيس بحل البرلمان والدعوة الى انتخابات عامة مبكرة لن تمنح الحزب الحاكم غالبية في البرلمان، ما يفقده السلطة ويمهد لملاحقته قانونياً في قضايا ستضطر أي حكومة جديدة الى إعادة فتحها تنفيذاً لقرارات المحكمة العليا. محاولة للتهدئة وفي محاولة للتهدئة مع المؤسسة العسكرية، خففت الحكومة انتقاداتها لقائد الجيش الجنرال اشفق كياني ومدير الاستخبارات العسكرية شجاع باشا، فيما باشرت قيادة الجيش سلسلة اجتماعات في راولبندي لدرس حلول للأوضاع المتسارعة، وبينها عزل المحكمة العليا الرئيس والحكومة، وإصدراها أمراً بمنح القوات المسلحة صلاحيات تطبيق القرار وتنفيذه، بالتزامن مع تشكيل حكومة انتقالية من مهنيين وتكنوقراط حتى الاتفاق على موعد جديد لإجراء انتخابات عامة في البلاد. ويرى أنصار الجيش ان هذا الخيار يمثل مخرجاً للجيش لتفادي تنفيذ انقلاب عسكري تتحدث الحكومة عن إمكان حصوله في أي لحظة. ميدانياً، قتل 14 جندياً باكستانياً في مكمن نصبه متمردون لدوريتهم لدى عودتهم من سوق ناوانو في ولاية بلوشستان (جنوب غرب). وأشار مصدر عسكري الى ان عدد المهاجمين الذين امطروا الدورية بالرصاص ناهز العشرة. وتبنت الهجوم «جبهة تحرير بلوشستان» الانفصالية، علماً ان 14 جندياً آخرين تعرضوا لمكمن مماثل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في ولاية مسهل، ما اسفر عن مقتلهم جميعاً. الى ذلك، ادت غارة ثانية شنّتها طائرات اميركية بلا طيار خلال يومين على منطقة القبائل (شمال غرب) الى سقوط اربعة مسلحين استقلوا سيارة في منطقة نيوادا التي تبعد 30 كيلومتراً غرب ميرانشاه، البلدة الرئيسة في اقليم شمال وزيرستان. وصرّح مسؤول امني بأن «الطائرات الأميركية اطلقت 4 صواريخ على السيارة»، علماً ان 4 مسلحين آخرين قتلوا في الغارة الاولى في المنطقة ذاتها.