تمكنت طبيبة سعودية من التوصل إلى حلول لتخفف من معاناة بعض المصابين بإعاقات، وتحديداً من يعانون من الشلل الدماغي النصفي، بحقن الأطراف السفلية بمادة «البوتكس» لإزالة التيبُّسات، وتمكينهم من المشي. ودمجت الطبيبة ذلك في العلاج الطبيعي، إذ يخضع المعوق لتدريب مُكثف، وبعد اجتازه مرحلة معينة، بحسب المهارات التي يحويها البحث العلمي، تبدأ مرحلة العلاج ب «البوتكس». وكشفت مشرفة خدمات العلاج الطبيعي في الإدارة الطبية في وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتورة عبير فلمبان، في حديثها ل «الحياة»، عن إنجاز توصلت إليه، «نجح أثناء تجريبه على أطفال بريطانيين وسعوديين، يعانون من إعاقات مختلفة، لا تمكِّنهم من المشي، وتعيق حركتهم. إذ ساعدهم على تجاوز المعاناة الحركية، الناجمة عن تيبس أطرافهم، فقد لا يتمكنون حتى من قضاء حاجاتهم، ويحتاجون إلى من يقوم بخدمتهم». وتم تتويج بحث فلمبان، بجائزة «أفضل بحث علمي متميز» من بين مئتي بحث تم تقديمها إلى جامعة «سري» في بريطانيا، بعد أن أنهت الدكتوراة في جامعة «جلاكسو». وقالت: «نجحت التجربة، وتمكن نحو 60 طفلاً بريطانياً وسعودياً من المشي والاعتماد على أنفسهم، بعد أن تم حقنهم «البوتكس» في العضلات، بعد إخضاعهم لبرنامج تدريبي مُكثف، في العلاج الطبيعي، ويكون التحسن تدريجياً، إلى أن يصل المعوق إلى مرحلة جيدة جداً»، مضيفة أن «العدد الإجمالي للأطفال الذين طُبق عليهم البحث العلمي قليل، والسبب غلاء سعر حقن «البوتكس». فالإبرة الواحدة تصل كلفتها إلى 1300 ريال. فيما يحتاج المعوق الواحد إلى أبر عدة، بحسب درجة الإعاقة لديه». وأخذت فلمبان، عينات من أطفال سعوديين يعانون من العوق، من مراكز الرعاية الشاملة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، في مناطق عدة من المملكة. وطبقت عليها نتائج البحث. وعن بدء إدخال نتائج البحث إلى المملكة، واعتمادها من قبل الوزارة، أوضحت أنه تم «تقديم نتائج البحث، وتحديداً التطبيق العملي، وكانت النتائج الطبية ذات مستوى متقدم، ويتوقع بدء اعتماد هذه الطريقة تدريجياً، بحسب ما تقره الوزارة»، لافتة إلى أن هذا الأسلوب «يقلل من تفاقم الإعاقات عند الأطفال، ويمنحهم مزيداً من الأمل والتفاؤل». وذكرت أن علاج المعوقين، «صعب للغاية. إلا أن تطور البحوث العلمية، ومتابعتها وتطبيقها، تخفف من شدة الإعاقة»، مبينة أن العلاج ب «البوتكس»، «مُعتمد في الخارج، ولكنني قمت بإدخال برامج تدريبية إضافية، تضمن الحصول على نتائج علمية أفضل، ما جعل البحث متميزاً. كما أن طريقة الحقن اختلفت عن الأساليب المُتبعة، لأن العضلة التي تُحقن تكون خضعت لبرامج علاج طبيعي، وبالتالي مدة تأثير «البوتكس» تستمر لأكثر من ثمانية شهور». وأردفت أن «بعض المراكز تعتمد هذا العلاج، لكن بطرق خاطئة، ولا تدوم لمدة طويلة. لأن البرنامج التدريبي الذي أُدخل لطريقة العلاج يُساعد على بقاء العضلات مرنة، لمدة طويلة، خصوصاً أن بعض المعوقين يعانون من تيبس في الأطراف، فالتعامل مع الحالات يتطلب قدرة عالية على معرفة حيثيات العلاج»، مشيرة إلى أنها لم تبتكر وإنما طورت فكرة علاج متوافر، ما أدى إلى «نتائج طبية ذات فائدة». وأضافت فلمبان، «قمت باستخدام «البوتكس» لحالات الشلل النصفي، وتأثر ملامح الوجه. وتُجرَى بحوث علمية في الخارج حالياً، حول استخدام «البوتكس» في توقيف سيلان اللعاب من الفم، فبعض الأطفال المعوقين يعانون من هذه المشكلة. ولا بد من متابعة نتائج البحوث لعلاجهم، وعدم ترك إعاقتهم كما هي، من دون تقدم في العلاج، وإدخال هذه الطريقة إلى المملكة».