نبّه ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الى ان «الأمة العربية لا يسوغ لها أن تتخلى عن دورها المحوري الرائد، وأن تفرط في مكانتها التاريخية، وتنتقل من ساحات الوحدة والتعاون والعمل، الى طرق التشتت والضياع والشقاق، لذا فهي مدعوة اليوم لتلبي النداء وصوت التاريخ، لتنهض من جديد وتعتصم بحبل الله، وألا تتفرق في عصر لا مكان فيه للضعفاء». وقال الشيخ حمد في كلمته امام القمة امس «إن أمتنا العربية أمة سلام، والمبادرة العربية للسلام خير دليل على ذلك. واجتماعنا اليوم تعبير وتجسيد لكل هذه المعاني السامية، التي يسجلها تاريخنا العربي المجيد، بتضحيات الآباء والأجداد، والتي ينبغي ان تؤدي ليس فقط الى التقريب بين الفرقاء، بل أن تعيد لوجود الأمة المتحدة، معناه الثابت الأصيل، بالمبادرة الجادة لحمل الأمانة». وشدد على انه «إذا كانت ثمة أمم في عالمنا المعاصر، حققت التقدم العلمي والصناعي، فإن هذا التقدم ينبغي أن لا يحجب عن أعيننا ما نملكه من تراث عريق، من القيم والمبادئ الحضارية، التي تصنع كل تقدم ورقي ونماء»، ورأى ان المسألة «لا تحتاج الى مجرد تسويات محدودة، أو اتفاقات جانبية فحسب، بل تحتاج قبل كل شيء الى مراجعة شاملة وعميقة، ووقفة صادقة مع النفس تعيد الأمور الى نصابها». وقال «لا شك أن التحديات التي تواجه أمتنا العربية كبيرة ومتلاحقة، لكننا نمتلك من المقومات، والإمكانات الكامنة في مكنون حضارتنا، ما يجعلنا قادرين بوحدة شعوبنا، والتفافها حول قياداتها، على إحداث نقلة نوعية لإيجاد واقع جديد يمكننا من خلاله، تجاوز كل المحن، بثقة وتفاؤل في مستقبل يجمع شمل أبناء أمتنا ويوحد كلمتنا، وإن التصميم على اعادة بناء العلاقات العربية، وفق أسس واقعية تصالحية، يعكس إرادة مخلصة للنهوض بالأمة العربية، ويعزز وحدتنا ويحقق آمال وتطلعات شعوبنا».