عودة بولز سكولز إلى صفوف مانشستر يونايتد توقعها مديره الفني السير ألكس فيرغوسون، وهذا ما أكده في أول تعليق له على قرار اللاعب، إذ قال: «شعرت دائماً بأنّ لديه موسماً آخر ليلعبه». وزاد: «إتخذ قراراً رائعاً، من المحزن دائماً أن نرى لاعبين كباراً يقررون الإعتزال في وقت مبكر وقبل الأوان. يحتفظ بول مستوى عال وكنت أعتقد دائماً أن في إمكانه اللعب موسماً آخر». سكولز لاعب الوسط الدولي الإنكليزي سابقاً عاد عن قرار إعتزاله وإلتحق بصفوف يونايتد الذي يعاني من كثرة الإصابات في صفوفه، وجلس الأحد الماضي على مقاعد الاحتياطيين في المباراة ضد جاره مانشستر سيتي في الدور الثالث من مسابقة كأس إنكلترا (فاز يونايتد 3 -2). وكان سكولز (37 سنة) أعلن نهاية مسيرته مع إنتهاء الموسم الماضي، بعد أن خاض 676 مباراة مع مانشستر يونايتد وأحرز معه لقب الدوري العام 10 مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس إنكلترا 3 مرات. وأعرب سكولز عن سعادته «لأن المدرب يعتقد أن في إستطاعتي تقديم شيء للفريق». وإذا كان قرار العودة فاجأ كثراً، فإن يونايتد يعاني في خط الوسط، ويحتاج إلى لاعب خلاّق في هذه المنطقة من الميدان. ويرصد صانع الألعاب الهولندي ويسلي سنايدر. وقد عانى يونايتد، بطل الدوري، في بعض مراحل ال«بريمير ليغ»، وخروجه مبكراً من مسابقة دوري أبطال أوروبا. لكن فيرغوسون أحدث مفاجأة مدوية معلناً وجود المعتزل سكولز على مقاعد الاحتياط في المباراة أمام ال« سيتي» ضمن مسابقة كأس إنكلترا، لا بل إن المفاجأة الأكبر كانت مشاركة سكولز في الدقيقة 59 مكان إحد أبرز ركائز الفريق، البرتغالي ناني. طبعاً، قد يكون ما حصل مفاجأة سارّة لبعض عشاق مانشستر يونايتد، الذين لطالما إستمتعوا بلمسات "المهندس" وعبقريته، وهم قد يجدون فيه حلاًّ للمشاكل التي يمرّ بها الفريق إنطلاقاً من خط الوسط، حيث تكثر الغيابات، من البرازيلي أندرسون والوافد بقوة طوم كليفرلي المصابين، إلى الأسكتلندي دارين فليتشر، الذي يعاني فيروساً لا يمكن معرفة تاريخ شفائه منه. لكن المنطق الكروي يشير إلى شيء آخر، إذ إن علامة إستفهام كبرى تطرح حول إذا ما كان سكولز لا يزال ذاك اللاعب الذي وصفه يوماً النجم الإسباني شافي هرنانديز بأفضل لاعب وسط رآه في حياته، والذي قال عنه «الأسطورة» الفرنسي زين الدين زيدان إنه لا يمكن مقارنته، ولن تعرف الملاعب صانع ألعاب بمستواه. سؤال مطروح بقوة، خصوصاً أن سكولز توقّف عن مزاولة أي نشاط كروي منذ إعتزاله في نهاية الموسم الماضي، حيث انغمس في مهمة تدريبية مع الفريق الرديف ليونايتد. لكن ما يبدو جليّاً أن شهية سكولز بقيت مفتوحة للعب الكرة، وأبدى رغبته في العودة بعكس ما حصل معه سابقاً عندما قرر الإعتزال دولياً، ولم يعدل عن قراره أبداً على رغم محاولات المدربين المتعاقبين على المنتخب الإنكليزي ثنيه، وآخرهم الإيطالي فابيو كابيللو. اللافت أن سكولز كان كشف عند اعتزاله أن قدميه لا تسمحان له في هذه السن المتقدّمة بالقيام بالأمور التي إعتاد القيام بها، ومنها مجاراة لاعبي الوسط الأصغر منه سناً. الأكيد أن هذا الأمر صحيح، وفشل سكولز في تسجيل عودة ميمونة سيزيد من غضب الجمهور، الذي من حقه إبداء إمتعاضه لأن فيرغوسون لم يضم أي لاعب وسط منذ عام 2007، أي عند إستقدامه أندرسون من بورتو البرتغالي. أما السؤال الأكبر، فهو إذا ما أصبح فيرغوسون عاجزاً عن إنتاج لاعب على صورة سكولز، وهو الذي إعتاد جعل اليافعين القادمين من الأكاديمية أساس فرقه الناجحة، وقد تحدّث أخيراً عن الفرنسي بول بوغبا ورافل موريسون على أنهما نجما المستقبل، لكن الغريب أنه لم يعط أياً منهما الفرصة لإثبات نفسه عند حصول نقص في صفوفه! طبعاً، إنتقد كثر خطوة الفرنسي أرسين فينغر بإعادة مواطنه تييري هنري إلى آرسنال، لكن على الأقل كان الفرنسي ناشطاً في الملاعب الأميركية، بينما كان سكولز متفرجاً على المباريات.