منيت القوات الأميركية بخسائر جديدة في مواجهاتها العنيفة في شرق أفغانستانوجنوبها بعد يومين من عمليات واسعة النطاق بدأتها في ولاية هلمند (جنوب). ورغم ما أعلنته القوات الأميركية والأفغانية من تقدّم في عدد من المناطق شمال ولاية هلمند، والسيطرة على تلال وطرق يسلكها مقاتلو حركة «طالبان»، فقد اعترفت بخسارتها جنوداً في المواجهات الدامية. وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان لها إن القوات الأفغانية والدولية المساندة لها تمكّنت، بعد قتال ضار في هلمند، من استعادة بلدة حان نيشين، وأن العمل جار لاسترجاع بلدتي جرم سير وخرجا من مقاتلي «طالبان»، الذين سيطروا عليهما منذ عام 2005 وتمكنوا من إقامة تحصينات لهم فيهما. وحددت وزارة الدفاع الأفغانية هدفاً للعمليات التي يقوم بها أكثر من 4 آلاف جندي أميركي، تساندهم وحدات من الجيش الأفغاني، بإخراج مقاتلي «طالبان» من ولاية هلمند وعدم السماح لهم بالتعرض للقوات الدولية العاملة جنوبأفغانستان، وذلك من خلال السيطرة على تقاطعات الطرق بين البلدات والممرات الاستراتيجية في جبال هلمند وحرمان مقاتلي الحركة، من الاستفادة من محاصيل المخدرات المنتشرة هناك، كما قالت وزارة الدفاع الأفغانية. وبحسب بيان لقيادة القوات الأميركية في كابول، فإن القوات الأميركية في حال سيطرتها على ولاية هلمند ستبقى فيها حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في 20 آب (أغسطس) المقبل، وستسلم السيطرة الأمنية على الولاية للقوات الأفغانية عندما تصبح جاهزة لهذه المهمة. وتعتبر هلمند سلة الغذاء لأفغانستان، وأكبر حقل لزراعة المخدرات في العالم. ورغم إعلان القوات الأميركية أن عمليات وحدات «المارينز» في الولاية غير مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأفغانية، إلا أن محللين في العاصمة كابول أشاروا الى أن هذه العملية تهدف إلى تقليل فرص الرئيس حميد كارزاي بالفوز في الانتخابات. ولفت الكاتب الأفغاني محمود واثق إلى أن غالبية سكان ولايات جنوبأفغانستان، وهم الرصيد الانتخابي لكارزاي، سيمتنعون عن التوجه الى صناديق الاقتراع سواء احتجاجاً على القتال في هلمند أو على وجود القوات الأميركية في المنطقة، ما يحرم الرئيس الأفغالني من عدد كبير من الأصوات. وكانت اللجنة التابعة للأمم المتحدة والخاصة بالإشراف على الانتخابات الرئاسية الأفغانية تحدثت عن إمكان امتناع سكان 13 ولاية في الجنوب والشرق عن التصويت، أو إقبال خجول على الاقتراع نظراً الى الظروف الأمنية في هذه المناطق. وهو ما يقوي فرص الدكتور عبد الله عبد الله وزير الخارجية السابق المدعوم من الحزب الديموقراطي الأميركي، والذي يعتبر عنوان التغيير في أفغانستان، كما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما عنوان التغيير في الولاياتالمتحدة. في المقابل، كان لافتاً تصريح لناطق باسم «طالبان» يوسف أحمدي أعلن فيه أن الحركة لم تبدأ بعد معركتها الفعلية ضد «المارينز»، لافتاً الى ان المتمردين يستعدون لحرب عصابات ستلحق هزيمة ساحقة بالأميركيين, خصوصاً في ناوا وغارمسير. على صعيد آخر، قتل جنديان أميركيان في عملية انتحارية نفذها مقاتلو «طالبان» على مدخل قاعدة عسكرية أميركية في ولاية بكتيكا (شرق). وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأفغانية فإن طائرات مقاتلة تابعة لقوات ال «ناتو» في أفغانستان قصفت مواقع قريبة ل «طالبان» من مكان الهجوم ما أسفر عن مقتل 32 من عناصر الحركة. وأعقب الهجوم الانتحاري في بكتيكا اشتباك استمر ساعات بين مقاتلي «طالبان» والقوات الأميركية في القاعدة العسكرية. وتحاول واشنطن الاستفادة من إشغال الجيش الباكستاني مقاتلي القبائل على الطرف الآخر من الحدود ومنعهم من مساعدة عناصر «طالبان» في شرق أفغانستان، وهي خطوة قد تصب في مصلحة القوات الأميركية كما تأمل حكومة كابول.