يعقد هذه الايام في اسرائيل قادة من ضباط سلاح الجو الاميركي اجتماعات مع نظرائهم الاسرائيليين للتشاور حول ما سمّوه «التعاون الاستراتيجي» لمواجهة مخاطر الصواريخ البعيدة المدى، استعداداً لتدريبات مشتركة ستقام في اسرائيل لاحقاً، اطلق عليها «تحد صارم - 12». وأعلن الجيش الاسرائيلي ان هذه التدريبات هي الاكبر التي يجريها سلاح الجو الاسرائيلي منذ عام 1948. وسيشارك فيها مئات من الجنود الاميركيين وآخرون من دول اوروبية. وستركز التدريبات على فحص جاهزية منظومة الدفاع الاسرائيلية «حيتس» والمنظومات الاميركية التي سبق ووصلت الى اسرائيل وتم نصبها في مناطق مختلفة، بالتركيز على منطقة النقب في الجنوب. ويعقد عشرات الضباط، خلال هذه الايام اجتماعات مع قيادة سلاح الجو الاسرائيلي، ويدرسون في برنامج التدريبات «تحدٍّ صارم - 12» مدى فاعلية منظومات الدفاع اذا اضطر سلاح الجو الاسرائيلي لاستخدامها في حال الطوارئ، قبل وصول الجنود الاميركيين الذين يشرفون على تفعيلها. ويبحث الضباط الاسرائيليون والاميركيون في اجتماعاتهم تقارير اسرائيلية عن أخطار الصواريخ البعيدة المدى، وفيها ان ترسانة الصواريخ لدى «حزب الله» و «حماس» ستتضاعف خلال السنوات القليلة المقبلة الى جانب التحسينات على مستوى دقتها. وتدعي هذه التقارير ان المنظمتين ستملكان 1600 صاروخ بعيد المدى و800 صاروخ متوسط المدى، وجميعها بمستوى عال من الدقة، ما يعطيها القدرة على اصابة اهداف في العمق الاسرائيلي. وفي التقديرات الاسرائيلية، ستتعرض الدولة العبرية في الحرب المقبلة ل600 صاروخ بعيد المدى، وتتعرض تل ابيب ومنطقة المركز ل3000 صاروخ متوسط المدى، فيما تتعرض حيفا وبلدات الشمال المحيطة بها لنحو 12 ألف صاروخ قصير المدى. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» حديثاً لوزير الجبهة الداخلية متان فلنائي خلال لقاء مع ضباط اميركيين في مبنى وزارة الدفاع المؤلف من 15 طبقة، قال فيه ان اسرائيل تتوقع في حال وقوع حرب مستقبلية، تدمير هذا المبنى بكامله. ولا تقتصر الاستعدادات الاسرائيلية على سلاح الجو، اذ اعلن الجيش الاسرائيلي السنة الجارية «سنة الجدران الحدودية» لحماية امن اسرائيل. وتهدف الخطة الى احاطة اسرائيل من كل حدودها بجدران إسمنتية وأسلاك كهربائية، في غضون الشهور المقبلة، لدرء ما يسمى «المخاطر المحدقة بأمن الدولة العبرية من تسلل خلايا عسكرية إلى أراضيها». ووفق الخطة، ان ضمان الحدود السورية على رأس الاولويات ثم سيناء وغزة ولبنان، على ان يضمن الجيش في نهاية الخطة اقامة جدران على طول الحدود الاردنية. وفي سياق التعاون الاسرائيلي - الاميركي، وقع ضباط اسرائيليون في واشنطن على صفقة شراء 2500 سيارة جيب عسكرية من طراز «هامر» وشاحنات ومعدّات عسكرية اميركية استخدمت في العراق وأفغانستان، بمعظمها من اموال المساعدة الاميركية، على ان تصل قريباً الى اسرائيل.