قتل عشرة من عناصر الشرطة الشيشانية وجرح عشرة آخرون في هجوم عنيف شنّه مسلحون في جمهورية أنغوتشيا المجاورة للشيشان. وتعهد مسؤولون أمنيون «برد رادع»، فيما أثارت العملية تساؤلات حول عجز السلطات على مواجهة تصاعد نشاط المسلحين المتشددين في منطقة القوقاز. وفي أعنف هجوم تشهده المنطقة منذ شهور، وقعت قافلة عسكرية تابعة لوزارة الداخلية الشيشانية تضمّ أربعة سيارات في مكمن «نُصب في شكل مُحكم» كما قال ناطق أمني. وكانت السيارات التي أقلت 35 شرطياً شيشانياً تقوم صباح أمس، بدورية خاصة لملاحقة مسلحين عندما وقعت في المكمن على طريق رئيس قرب بلدة أرشتي الأنغوشية. وفتح عدد لم يحدد من المقاتلين نيراناً كثيفة باتجاه سيارات الشرطة من ثلاثة محاور، واستخدموا خلال الهجوم كما قالت مصادر أمنية أسلحة آلية وقاذفات وقنابل يدوية، ما أسفر عن إحراق ثلاث سيارات في شكل كامل وقتل تسعة من ركابها، فيما تحدثت السلطات عن جرح عشرة آخرين بعضهم في حال سيئة. ويُعدّ الهجوم الأسوأ والأكثر دموية منذ فترة طويلة، لكنه يأتي في مرحلة شهدت تصاعداً قوياً لنشاط المجموعات المسلحة في منطقة القوقاز. وتزامن الحادث مع مرور أسبوعين على هجوم عنيف استهدف الرئيس الأنغوشي الذي يخضع للعلاج حالياً في أحد مستشفيات موسكو. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف كلف رئيس الشيشان رمضان قاديروف بعد محاولة الإغتيال الفاشلة بتصعيد «الحرب على الإرهاب». وأعلن الأخير أن وحدات شيشانية ستتولى «القضاء على الإرهابيين في غضون أسبوعين». وعكس الهجوم الأخير، عجز السلطات عن مواجهة تنامي نشاط المسلحين في المنطقة كما قال أمس، خبير روسي. علماً أن فترة الأشهر الستة الأخيرة شهدت تزايداً متواصلاً في عدد الهجمات على مواقع الشرطة والقوات الروسية في أنغوتشيا وداغستان المجاورة. كما عاد التوتر إلى الشيشان بعد فترة من الهدوء، ووقعت خلال الأسبوع الأخير وحده سلسلة هجمات وأعمال تفجير دامية. وسارعت وزارة الداخلية الشيشانية أمس، إلى التهديد بتصعيد حملتها في الشيشان وأنغوشيتيا المجاورة، وتعهّد وزير الداخلية رسلان ألخانوف ب «رد رادع عاجلاً أم آجلاً» على المهاجمين، مؤكداً أنه «لن تبقى جريمة بلا عقاب». وقال إن الحكومة ستقدم المساعدات لعائلات الضحايا. في المقابل، أكد موقع «صوت القوقاز» القريب من المقاتلين الشيشان أن «وحدات إمارة القوقاز» وهو الإسم الذي بات المسلحون المتشددون يطلقونه على أنفسهم، نجحت بتوجيه ضربات قوية جداً إلى السلطات الروسية وظ«المتعاملين معها» في المنطقة. وأكد الموقع أن لدى المقاتلين «القدرة على شنّ هجمات أكبر وأوسع». وكان زعيم المقاتلين الشيشان دوكو أماروف الذي يطلق على نفسه إسم «أمير مجاهدي القوقاز»، أكد في رسالة بثها الموقع أخيراً، أن «هذا العام سيكون عام هجومنا القوي». ووصف خبراء روس التصعيد المتواصل في القوقاز بأنه «حملة منظمة تهدف إلى تفجير الوضع في المنطقة». وتوقع كثر تصاعد توتر الوضع الأمني الذي بات بعضهم يطلق عليه تسمية «الحرب الثالثة في القوقاز»، في إشارة إلى الحربين السابقتين في الشيشان.