رداً على الخبر المنشور في «الحياة»، بتاريخ «8 صفر 1433ه» (2 كانون الثاني/ يناير 2012)، بعنوان «مثقفون: الشيحي «غير ناضج». مع جيل «البلاك بيري» و«الآي فون» ثمة جيل جديد من الشخصيات أيضاً، فليست الشركات الإلكترونية هي وحدها تزخر بإنتاج الجديد والملون، لا، فعندنا نحن البشر أيضاً إنتاج جديد من الطفرة الثقافية التي تطفو بين الفينة والأخرى على زبد العلم والثقافة! «الهوشة» التي تسبب بها الكاتب الصحافي صالح الشيحي - إذا أجزنا لأنفسنا تسميتها بالهوشة - هي طفرة ثقافية شبيهة تماماً بطفرة «بلاك بيري» و«آي فون» والتسابق على الصدارة والشهرة! ذلك في ملتقى موسوم بملتقى المثقفين، إذ تنأى الثقافة عن مستوى يصل بها إلى حد مثل هذا. ليس العجيب وحده في هذا الشذوذ الفكري في كيل التهم والهجوم على الآخرين ليصل لدرجة القذف والتشهير، بقدر ما العجب في أولئك الذين يسندون هذا الهجوم والنزول الدوني ممن خرجوا مع جيل التكنولوجيا من الدعاة. كأنني نسيت كل هذه «الهوشة»، وكل تلك الجراءة ما حصل في بهو «ماريوت»، وتوجهت إلى ذلك الداعي إلى الله بأن ينصر صديقه المثقف على أعدائه، وأن يلقي بهم في نار جهنم وبئس المهاد! إن هذا الاشمئزاز ينتاب كل عاقل، بسبب ما يتفوه به أولئك العالة على الدين والدعوة، أولئك الذين هم حصيلة إنتاج عدسات وشاشات، لا علم ولا دراسات، وإن تعددت النقط و«الدالات»...! أتصيد بالماء العكر، أم حكر الدين على زمرة معينة، والباقي في ضلال وسعر! أم هو مفهوم بائد كان رائجاً عند السذج من القوم، كعبارة نحن الفرقة الناجية، وغيرنا عليه من الله ما يستحق! لا أقول ارحموا أنفسكم وضمائركم، بل أقول رويداً، ورفقاً بالدين والعلم والثقافة، فقد أنتنت جنباتها من حصيلة أفكاركم، واصفر زهرها من رائحة فهمكم!