نجحت مؤسسة «انصهار الشباب» Fusion Jeunesse في مقاطعة كيبك الكندية في استقطاب مئات من طلاب المدارس الابتدائية والثانوية بغية تدريبهم على تصميم نماذج من الروبوت المتطور، بهدف استخدامها لأغراض تعليمية متنوّعة. وأتت هذه المبادرة في إطار عمليةٍ للإصلاح التربوي في كيبك تهدف أساساً للاستجابة إلى حاجة المجتمع المحلي للاهتمام بمواهب الشباب، خصوصاً أولئك الذين يتسربون من المدارس بصورة مبكرّة، إضافة للعمل على تحفيز الآلاف منهم على متابعة الدراسة عبر اعتماد برامج علمية وتكنولوجية متطوّرة توفر لهم النجاح والتفوق والإبداع، وفق كلمات جاك مينار رئيس مؤسسة «انصهار الشباب». منظومة متكاملة للروبوت يشارك في مشروع روبوت التعليم قرابة 300 طالب وطالبة موزعين على 20 مدرسة ابتدائية وثانوية تابعة للجان المدارس الفرانكوفونية والإنكلوفونية في مونتريال. ويتزوّد المشروع بخبرات وتقنيات وتجهيزات فنية من مجموعة من كبار شركات صناعة المعلوماتية والروبوت، مثل «روبوتيك فيرست كيبك» و»أرماند بومبارديير» و»هيدرو كيبك» و»برات إن ويتني كندا». ويحصل المشروع على تمويل من مؤسسات مالية أعطته مليوناً ونصف مليون دولار. كما يلقى دعماً من 9 جامعات كندية أبرزها «كونكورديا» و»أوكام» و»ماكغيل» و»بوليتكتيك مونتريال». وانتدبت اللجان المدرسية والكليات الجامعية العلمية، 34 أستاذاً لتدريب الطلاب على اكتشاف مفاهيم جديدة في العلوم المتّصلة بهندسة الروبوت وبرمجته كالرياضيات والفيزياء والكهرباء والكومبيوتر وغيرها. كما يتضمن المشروع زيارات عمل ممنهجة يجريها الطلاب لبعض المؤسسات المتخصّصة بصناعة الروبوت، حيث يطّلعون عن كثب على مكونات الروبوت وطرق تصميمه وكيفية برمجته، كما يتدرّبون على تشغيله وحلّ أعطاله التقنية والعلمية. ويستغرق تنفيذ المشروع 36 أسبوعاً، ما يوازي سنة دراسية. وفي هذه المدّة، يتوزّع الطلاب والمشرفون الفنيون على ورش عمل تعمل بمعدل 15 ساعة أسبوعياً. وتتولى كل مدرسة بناء نموذج لروبوت، على أن تنجزه في فترة تتراوح بين 5 و7 أسابيع، وأن يتراوح طوله بين متر ومترين، وألا يزيد وزنه عن 54 كيلوغراماً، وأن يكون قادراً على تأدية المهمات الموكولة إليه بكفاءة. وأشار جان كلود روني، وهو أحد مسؤولي برمجة الروبوت على هذه المهمات، إلى أن الروبوت الذي يصنع لغايات تربوية، يجب أن يتمتع بكفاءات تعليمية متنوعة وفائقة الدقة. وبيّن روني أن هذه الكفاءات تشمل سلامة النطق لغوياً، والقدرة على تصحيح أخطاء اللغة والإملاء، وحلّ معادلات في الرياضيات والحساب، والمساعدة على تعليم فنون الرقص والموسيقى والرياضة والسينما والمسرح والصور المتحركة وغيرها. في هذا السياق، كشف الطالب ستيفان دريموند (17 سنة، في السنة الثانوية الثالثة) عن أهمية برامج الروبوت. وقال: «إنها تأسر خيال الطلاب، وتطوّر مهاراتهم العلمية والتكنولوجية». ورأى زميله باتريك شاربونو في تصميم الروبوت متعة مذهلة، وقال إن تجهيزه ينمي الثقة بالنفس، كما أن تركيبه يعوّد الطلاب على تقسيم العمل والتعاون كفريق موحّد. في السياق عينه، أشارت جانيت ريو، وهي مديرة مدرسة «بيار دوبوي» التي سجّلت المعدّل الأعلى في تسرّب الطلاب، إلى أن انخراط طلابها في مشروع منظومة روبوت التعليم، قد ساهم في تدني نسبة المتسربين في 2010 إلى 1،65 في المئة، بعد أن وصل إلى 6،82 في المئة في سنوات سابقة. ولفتت ريو إلى أن ظاهرة التسرّب المدرسي قد تتراجع إلى حد كبير في غضون السنوات الخمس المقبلة، بفضل برامج روبوت التعليم التي وثّقت علاقة الطلاب بمدارسهم، وفتحت أمامهم آفاقاً لم يكونوا يتوقعونها. وأخيراً، كشف جاك مينار عن تنظيم مهرجان أول لروبوت التعليم في مونتريال، في آذار (مارس) 2012، مشيراً إلى أن لوران بودوان رئيس شركة «بومبارديير» ينظر إلى هذا المشروع باعتباره الحدث العلمي الأهم في كيبك، لأنه يدمج الروبوت في النظام التربوي لهذه المقاطعة.