نظم الجيش العراقي امس الجمعة أول استعراض، بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 18 كانون الثاني (ديسمبر)، احتفاء بالذكرى الواحدة والتسعين لتأسيسه، وهو الاستعراض الأكبر منذ تسعينات القرن الماضي. حضر الاحتفال وسط المنطقة الخضراء في بغداد رئيس الوزراء نوري المالكي، ووزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي، ورئيس الأركان بابكر زيباري وعدد من النواب والسياسيين، فيما غاب رئيس الجمهورية جلال طالباني. وشهدت منطقة الاحتفال قصفاً بعدد من صواريخ الكاتيوشا قبيل بدء الاستعراض. وبالإضافة إلى المشاة، استعرضت أرتال من المدرعات والدبابات الأميركية الحديثة «برامز»، وقاذفات ومضادات الصواريخ والراجمات. وانسحب النائب عن الكتلة الصدرية عضو اللجنة الأمنية في البرلمان حاكم الزاملي في بداية الاستعراض، احتجاجاً على حضور السفير الأميركي جيمس جيفري، معتبراً أن القوات الأميركية هي المسؤول الأول والأخير عن تدهور الأمن في العراق. وجاء تعليق الزاملي عقب يوم واحد من وقوع سلسلة تفجيرات في حي الغزالية وحي العامل ومدينة الصدر والكاظمية وغيرها من مناطق بغداد، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن تفجيرات مماثلة في الناصرية، أوقعت 100 قتيل وجريح، على ما أفاد الإحصاء الأخير الذي أعلنته دائرة الصحة في المدينة امس. وعلى رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي شهدتها بغداد امس منذ ساعات الفجر الأولى والانتشار الأمني الكثيف في الشوارع وقطع بعض الطرق الرئيسة وتكثيف نقاط التفتيش، سقط عدد من صواريخ الكاتيوشا في المنطقة الخضراء قبيل الاستعراض الذي شاركت فيه مجموعة من المروحيات. وأسس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني (يناير) عام 1921 بعد تشكيل أول حكومة عراقية تحت الانتداب البريطاني وتنصيب فيصل الأول ملكاً. وقاد الجيش مجموعة من الانقلابات أطاح أولها النظام الملكي عام 1958 ثم تلته انقلابات أخرى، فشل بعضها في الوصول إلى الحكم وتمكن بعضها الآخر من التغيير. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري إن «الذكرى 91 لميلاد جيشنا البطل تمثل مناسبة عزيزة ورسالة اطمئنان أن قواتنا قادرة على حماية البلاد كونها تزامنت مع رحيل القوات الأميركية». وأضاف «من الآن، علينا الاعتماد على انفسنا وطي صفحة القوات الأجنبية». وذكرت هيئة أميركية مكلفة مراقبة إعادة إعمار العراق أن الجيش العراقي كان يضم في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 279 ألف رجل. واحتل الجيش مرتبة متقدمة عالمياً على المستوى العدد والتسليح في ثمانينات القرن الماضي وخلال خوضه حرب الثماني سنوات مع إيران. وشهد انقساماً كبيراً في قياداته عقب غزو الكويت بعد اعتراض عدد من القادة على تلك الخطوة، فأقدم إثرها النظام السابق على إجراء مجموعة من التغييرات بين صفوفه. وتمكنت الولاياتالمتحدة من احتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين بعد تحييد الجيش في أقل من ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب في 20 آذار (مارس) عام 2003 بسبب ضعف إمكاناته التسليحية واستسلام عدد من قادته بعد أيام من بدء الحرب. وأقدم الحاكم المدني الأميركي في العراق بول بريمر على حل الجيش عام 2003 ثم أُعيد تأسيسه مجدداً في حزيران (يونيو) عام 2004 وتولى حازم الشعلان، محافظ الديوانية السابق، حقيبة أول وزارة دفاع بعد سقوط نظام صدام حسين.