تصاعدت الأعمال الإرهابية في العراق، بالتزامن مع الأزمة السياسية. وفيما سقط أكثر من 180 قتيلاً وجريحاً في سلسلة هجمات استهدفت مناطق شيعية في بغداد ومدن جنوبية، التقى رئيس الوزراء نوري المالكي رئيس البرلمان أسامة النجيفي للبحث في الأزمة. إلى ذلك، اكد زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي في حديث إلى «الحياة» عدم تدخل مجموعته في الصراع المحتمل على خلافة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، لكنه لم يستبعد «صراعاً شيعياً- شيعياً» وربطه بمحاولات خارجية لبث الفتنة. وأعلنت المصادر الأمنية العراقية أن حصيلة انفجارين بدراجتين مفخختين في حي الصدر في بغداد اسفر عن مقتل 23 شخصاً، على الأقل، وجرح 35 آخرين، فيما أدى انفجاران بسيارتين مفخختين في حي الكاظمية (شمال) إلى سقوط 10 قتلى و50 جريحاً، وسقط عدد آخر من القتلى والجرحى في هجمات بعبوات ناسفة استهدفت أحياء متفرقة في بغداد. إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية سقوط نحو 80 قتيلاً وجريحاً بانفجار حزام ناسف وسط مواكب زوار متوجهين من الناصرية إلى كربلاء. وجاء هذا التصعيد الأمني في ظل أزمة سياسية متفاقمة مع استمرار كتلة «العراقية» مقاطعة جلسات الحكومة والبرلمان، بعد قرار قضائي باعتقال القيادي في الكتلة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. وفيما أعلن مجلس الوزراء تعيين وزراء بالوكالة بدلاً من وزراء «العراقية» بعد منحهم إجازة مفتوحة، أكدت القيادية في الكتلة وحدة الجميلي انهم يمارسون عملهم لقضاء حاجة المواطنين لكنهم لن يحضروا اجتماعات المجلس. وكان المالكي التقى النجيفي مساء امس للبحث في الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. ونقلت عنه قناة «السومرية» قوله انه «مطمئن إلى سير العملية السياسية التي بدأت مرحلة الجذب لما هو جيد والطرد لما هو سيء على مستوى الشعب ككل وليس تجاه طائفة معينة»، وعن قضية الهاشمي قال: «لم يصدر حتى الآن شيء جازم بحقه، ولا أحد يملك حصانة إزاء دماء العراقيين». على صعيد آخر، أكد زعيم «عصائب أهل الحق»، الفصيل الشيعي المسلح المنشق عن تيار الصدر، الشيخ قيس الخزعلي أن جماعته «ألقت السلاح ولن تستخدمه مرة أخرى، إلا في حال عودة الاحتلال». وعن المخاوف من دخول «العصائب» طرفاً في الصراع على المرجعية الشيعية في النجف لخلافة السيستاني لمصلحة رجال دين تابعين لمرجعية آية الله علي خامنئي في إيران، قال:»لن نتدخل في أي صراع بين المرجعيات وهي جميعها محترمة لدينا باعتبارنا جهة إسلامية تنطلق من الواقع الشيعي. مقاومتنا المحتل لم تكن تحتاج إلى فتاوى من أي مرجع (...) ولن ندعم جهة ضد أخرى داخل المرجعية، بمن فيهم السيد محمود الهاشمي الشهرودي». ولم يستبعد الخزعلي انفجار صراع شيعي- شيعي خلال المرحلة المقبلة، موضحاً أن «هناك مخططات لإثارة صراع شيعي- شيعي بدأت مقدمات (بالظهور) حيث يتم التخطيط لهذا الموضوع من جهتين: الأولى أميركا والثانية دول إقليمية». ورداً على ما يشاع عن أن الهدف من عودته من إيران لعب دور زعيم «حزب الله» في لبنان «حسن نصر الله» قال: «لن اكون نصر الله العراق». وشن زعيم «التيار الصدري» رجل الدين مقتدى الصدر هجوماً لاذعاً على «العصائب» ووصفهم بأنهم «قتلة يسعون إلى السلطة». واتهمهم بالتورط في «أعمال قتل شملت رجال شرطة وسياسيين وشاركوا في الحرب الطائفية».