بكين، سيول - أ ف ب، يو بي آي، رويترز - دعا كورت كامبل، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ في بكين، كلَّ الأطراف المعنية بالشؤون الكورية، إلى الامتناع عن «أي استفزاز» بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل في 17 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وقال كامبل بعد لقائه نائبين لوزير الخارجية الصينية، هما زانغ زيجون وكيو تيانكاي: «شددنا على اهمية الحفاظ على اتصالات وثيقة جداً بين واشنطنوبكين خلال الشهور المقبلة». وأضاف: «سنتابع عن كثب الوضع في كوريا الشمالية، ودعَوْنا الاطراف كلها الى الحذر»، علماً ان وفاة كيم أثارت قلقاً حيال الاستقرار في بلد يعاني من الفقر الشديد ويمتلك السلاح النووي، في وقت تسلم نجله الأصغر كيم جونغ اون الحكم على رغم افتقاده الخبرة. وتوجه كامبل الى كوريا الجنوبية ويزور اليابان بعدها قبل عودته المقررة الى واشنطن غداً السبت، علماً ان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك يزور الأسبوع المقبل الصين، التي تمنح بيونغيانغ مساعدات اقتصادية كبيرة. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون شددت في اتصال هاتفي اجرته مع نظيرها الصيني يانغ جيشي بعد وفاة كيم جونغ ايل، على اهمية الحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وتستضيف الصين المفاوضات السداسية التي تشارك فيها الى جانب الكوريتين واليابان والولايات المتحدة وروسيا. وتهدف الى اقناع بيونغيانغ بالتخلي عن برنامجها النووي، لكنها مجمدة منذ كانون الاول (ديسمبر) 2008. وفي سيول، أكد وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان، استعداد بلاده للحوار مع الشمال، مؤكداً ان «الكرة في ملعب الأخير الآن، والذي لم يتخذ قراراً في شأن اسلوب تعامله مع العالم الخارجي». وأضاف: «لسنا في موقف يسمح لنا بأن نقول ماذا يحدث في كوريا الشمالية»، معتبراً أن كيم جونغ أون الذي اختير ليكون «الخليفة العظيم» لوالده، يعتزم ممارسة نفوذه على الجيش. وكانت كوريا الشمالية أغلقت حدودها منذ وفاة كيم لتنعزل بالكامل عن العالم الخارجي، وهاجمت الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك وحكومته، لأنهما لم يقدما العزاء بوفاة زعيمها. لكن مسؤولين كوريين جنوبيين يقولون إنهم «لا يعلمون بوجود مشاكل في عملية الخلافة». وأغضب لي ميونغ كوريا الشمالية، حين أوقف مساعدات لها بعد توليه الرئاسة عام 2008، واشترط نزعها السلاح النووي وإجراء إصلاحات اقتصادية لتقديم مساعدات غذائية لبيونغيانغ والانخراط معها سياسياً. الى ذلك، كرر وزير الوحدة الكوري الجنوبي يو أو إيك، أن كوريا الشمالية «ستحصل على مساعدات هائلة إذا أظهرت حكمة في الاختيار وإصراراً على الانخراط في الحوار». وتضمن تقرير قدمه وزير الوحدة الى الرئيس الكوري لي ميونغ، خطة حدد فيها أولويات وزارته للسنة الجديدة، وعلى رأسها الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، من خلال بناء قناة حوار «عالية المستوى» بين الكوريتين من أجل مناقشة الشؤون الرئيسية، وبينها غرق السفينة الحربية «تشونان» والقصف المدفعي الذي استهدف جزيرة يون بيونغ عام 2010. كما أدرجت الوزارة مسألة تنفيذ بيانات مشتركة اصدرتها قمم عقدها الجانبان عامي 2000 و2007، وتدعو الى علاقات أفضل وإقامة مشاريع مشتركة، وقررت التعامل مع شؤون الأسر المشتتة والأسرى من الجنود والمختطفين الكوريين الجنوبيين، ودرس زيادة الدعم الإنساني للطبقات المهمشة في كوريا الشمالية. تجسس على صعيد آخر، اتهمت النيابة العامة في سيول كورياً شمالياً في ال47 من العمر بانتحال صفة لاجئ في كوريا الجنوبية لتنفيذ نشاطات تجسس لمصلحة الشمال. وعرّفت النيابة العامة الرجل باسم «كيم»، معلنة أنه «عنصر سابق في وكالة الاستخبارات العسكرية في كوريا الشمالية، ودخل إلى كوريا الجنوبية العام الماضي بعدما عبر نهر تومين قرب الحدود الشمالية لكوريا الشمالية، وسافر إلى تايلاند مع 14 لاجئاً كورياً آخرين عبر وسيط قبل الوصول إلى كوريا الجنوبية». وكشف تحقيق أجرته النيابة العامة أن «كيم وافق على اقتراح الاستخبارات الكورية الشمالية اللجوء إلى الجنوب لتنفيذ نشاطات تجسس، لدى تنفيذه عقوبة تأديب لمدة 99 شهراً بسبب تهريبه مخدرات والاتجار بالبشر خلال عمله السابق في الوكالة». واستبعد التحقيق تنفيذ كيم نشاطات مضادة لسيول، «لأن الاستخبارات الكورية الشمالية لم تكلفه مهمة محددة خوفاً من احتمال كشف هويته، علماً ان الكوريتين لا تزالان في حالة حرب منذ ان انتهت الحرب الكورية باتفاق هدنة وليس معاهدة سلام.