«نحن بحاجة هذه الأيام إلى كل كلمة تعبّر عن حقوق الإنسان التي نبحث عنها ونحارب من أجلها ليعيش كل فرد على وجه الأرض بكرامة»، في ظل هذا المضمون انطلقت قبل أيام، الدورة الرابعة لمهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان تحت رعاية منظمة المؤتمر الإسلامي الأميركي. قدم المهرجان هذا العام 19 فيلماً من مصر والعالم العربي والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ولا سيما من فرنسا وسويسرا، وحرصت إدارة المهرجان على عرض الأفلام للجمهور في ساقية عبدالمنعم الصاوي من دون مقابل مادي، وذلك بغية نشر فكرة وثقافة حقوق الإنسان بين المواطنين ومحاولة «الاقتراب منهم في شكل أكبر لتوعيتهم بحقوقهم في إطار ممتع وشيق»، إضافة إلى إتاحة الفرصة للتعرف إلى المواهب الشابة من صنّاع تلك الأفلام. ثورات الربيع العربي كانت المحور الرئيس لغالبية الأفلام المشاركة في هذه الدورة، إذ تنوعت ما بين تقديم العمل الثوري السلمي وحركات التغيير الشعبي في العالم، لا سيما في المنطقة العربية ومصر وما شهدته من ثورات سلمية أطاحت أنظمة فاسدة. وهو ما ظهر برؤى متعددة في مجموعة من الأفلام. كما أن المهرجان قام بتكريم الدكتور مصطفى النجار عضو مجلس الشعب المصري الجديد وأحد قادة احتجاجات كانون الثاني (يناير) والداعين لها إلى جانب كونه مدافعاً عن حقوق الأقليات في مصر ونشرت له سابقاً مجموعة قصصية تناولت حقوق المرأة. حصدت الثورة المصرية نصيب الأسد من الأفلام المشاركة بالمهرجان، إذ قدم عدد من شباب السينمائيين المصريين والأجانب أيضاً رؤيتهم الخاصة لتوثيق الثورة، فعرض فيلم «رؤى حول الثورة المصرية» للمخرج الفرنسي سباستيان سوجوس الذي تناول وجهات نظر وآراء الناشطين والمدونين والفنانين والمواطنين البسطاء في الثورة... كيف غيرت في حياتهم والتعرف إلى آمالهم ومخاوفهم حول مصر الجديدة. وعرض أيضاً فيلم «أسمى ميدان التحرير» للمخرج المصري علي الجهيني ومدته 60 دقيقة يتعرض خلاله لثلاث فترات سياسية بدءاً من الخمسينات ووصولاً إلى مقتل الشاب خالد سعيد مفجّر الثورة المصرية. وتضمن الفيلم مشاهد من صور التعذيب والعنف الموجّه ضد الفقراء إلى جانب عرض إحصاءات عن معدلات الفقر والعشوائيات في مصر. واستعرض الفيلم الفرنسي «اموجا: قرية محرّمة على الرجال» للمخرج جان كروزياك قصة فريدة عن قرية تسمى اموجا أنشأتها نساء كثيرات تعرضن للاغتصاب على يد الجنود البريطانيين في شمال كينيا فهجرهن أزواجهن ليلجأن إلى خلق حياة أفضل لهن عبر هذه القرية مانعات دخول الرجال إليها. أما المخرجة البريطانية كيم لونجينوتو فألقت الضوء على المرأة الهندية من خلال فيلمها «الساري الوردي» الذي يروي قصة المناضلة الهندية سامبات بال التي قادت حركة للدفاع عن النساء المعرضّات للخطر وحاربت من أجل رفع الظلم عن النساء، حيث رفعت شعار «إذا كنتِ خجولة... فسوف تموتِين». نذكر هنا ان الدورة الأولى من مهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان في عام 2008، تزامنت مع الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليعد بذلك أول مهرجان من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يهتم بعرض الأفلام المتعلقة بحقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم.