تبدأ المرحلة الثالثة في الانتخابات البرلمانية المصرية غداً (الثلثاء) ويتوقع أن تشهد صراعاً جديداً على الزعامة بين الإسلاميين («الإخوان» والسلفيين)، ومعركة ل «إثبات الوجود» بالنسبة إلى القوى المدنية. غير أن التنافس على مقاعد محافظة الدقهلية (دلتا النيل) سيكون أبرز دلالات هذه المرحلة. فالواضح أن هذه المدينة التي تتوسط الدلتا ويسكنها خمسة ملايين مصري ستدور فيها «معركة كسر عظم» بين الأحزاب والقوى المتنافسة وتحديداً التيار الإسلامي ممثلاً بحزبي «الحرية والعدالة» و «النور». وتعد الدقهلية (نحو 250 كلم شمال القاهرة) أكبر المحافظات من حيث الدوائر في المرحلة الثالثة حيث تتألف من 3 دوائر لنظام القائمة، و6 للفردي، ويُتنَافس فيها على 36 مقعداً. واذا كانت الدقهلية مشهورة إعلامياً بأنها «معقل للإسلاميين»، فإنك تلحظ اهتماماً كبيراً من جانب الأحزاب المدنية على حصد مقاعد المحافظة. فبين المرشحين هناك يأتي إسم نائب رئيس حزب «الوفد» فؤاد بدراوي على رأس قائمة حزبه. كما ينافس رئيس «حزب مصر القومي» توفيق عكاشة والمعروف بتأييده الكبير للمجلس العسكري والذي كان عضواً في الحزب الوطني (المنحل). وهناك أيضاً قائمة تحالف «الثورة مستمرة» والتي يدعمها الدكتور محمد غنيم مؤسس أول مركز متخصص لزراعة الكلى في الشرق الأوسط في مدينة المنصور (عاصمة المحافظة)، إضافة إلى عضو المكتب السياسي في حزب «العدل» الدكتور أحمد إسماعيل شكري، والمرشح على أحد مقاعد الفردي وقد حظي باصطفاف من جانب وجوه ليبرالية معروفة خلفه. أما التنافس بين «الإخوان» والسلفيين فإنه يصل إلى حد الصراع. ولا يبدي أركان حملة الحزبين الإسلاميين المتنافسين اهتماماً كبيراً إلى المنافسة من الكتل السياسية الأخرى، إذ يؤكدون أن المنافسة منحصرة في ما بينهم. لكن قادة في حزب «الحرية والعدالة» بدوا مدركين أن المنافسة في الدقهلية لن تكون محصورة في التيار الإسلامي، فلجأوا إلى ترشيح رئيس «حزب مصر العربي الاشتراكي» اللواء عادل عباس القلا على أحد قوائم «الإخوان» على رغم أنه حلَّ ثالثاً بعد قياديين أصليين من الجماعة. كما تم ترشيح القيادي في حزب «غد الثورة» محمد عوف على قائمة أخرى، وحلَّ ثالثاً أيضاً، وهو ما لم يفعله حزب «النور» السلفي الذي فضَّل ترشيح شيوخه فقط على قوائمه. ومن المعروف أن الدقهلية هي أحد معاقل التيار السلفي حتى قبل سقوط النظام السابق. إذ أنها مسقط رأس كبار شيوخ السلفية وأبرزهم الشيخ محمد حسان.