عندما نتحدث عن محمد الدعيع فإننا نتحدث عن علامة فارقة في الفريق الذي يلعب له، وأقصد هنا طبعا فريق الهلال الذي أحسن اختياره للتواجد في مرماه خاصة مع ندرة وجود الحارس المتمكن القادر على البروز في الملاعب السعودية على مدى سنوات طويلة لأن حراسة المرمى لدينا عملة نادرة تعاني منها أغلب الأندية، واذا ما تواجد الحارس المتمكن فإنك تجده في أندية الدرجة الثالثة وهو بحاجة الى صقل موهبته لسنوات عبر مدربين متمكين قادرين على الزج به في سماء النجومية من خلال الامكانات التي يملكها النادي الكبير والتي لا يجدها في ناديه السابق. محمد الدعيع استقطب الجميع من خلال أدائه وأخلاقه العالية التي لا يمكن الحديث عنها الا بالخير وكلمة حق تقال إن محمد امتداد لشقيقه عبدالله في كل شيء وان وجدت بعض الفروق فهي خفيفة جدا فالأخلاق واحدة، والمستوى الفني واحد، والنجومية واحدة، وربما تواجد محمد في ناد كالهلال جعل منه نجما فوق العادة خاصة وان هذا النادي الكبير بجماهيره والكبير برجاله الأوفياء مع لاعبيهم المميزين، الأمر الذي جعله في دائرة الضوء حتى بعد اعتزاله والتعجيل باقامة حفل تكريم له نظير ما قدمه في خدمة وطنه وناديه. اعتزال الدعيع اليوم أقل ما يقال عنه إنه احتفالية وتكريم قلما تحدث للحراس فالجمهور والشارع الرياضي تعود على تكريم اللاعبين، لكن تكريم الحراس في ملاعبنا أمر نادر خاصة وأنهم يعمرون في الملاعب أكثر من غيرهم، اضافة الى السبب السابق كونهم عملة نادرة وليس كل من وقف أمام الشباك بحارس والدعيع أحد هذه العملات النادرة التي أحسن أخضرنا وهلالنا في اقتنائهم فهنيئا لهما به. نجحت في التحليل الرياضي ولكن أتمنى أن نراك محاضرا يساعد في رفع المستوى الفني لحراسنا في زمن ووقت افتقدنا فيه الموهبة القادرة على الذود عن المرمى، نعم اعتزلت ولكن ستبقى في الذاكرة الرياضية يا دعيعالجمهور الرياضي سيتفق اليوم على محمد الدعيع ولن يختلف في ذرة واحدة عليه، لأن هذا الجمهور يعرف مدى جاذبية النجم حتى لو كان يلعب في فريق منافس الا أنكم ستجدون الجمهور النصراوي أول الحاضرين الى الملعب قبل الجمهور الهلالي فالاختلاف في التشجيع لا يعني عدم تذوق الجمهور بمختلف ميوله للفنون الحراسية التي قدمها الدعيع على مدى سنوات وحتى عندما كان محمد يذود عن مرمى الهلال ببسالة تجد الجمهور النصراوي وغيره يصفق له كثيرا. شكرا محمد الدعيع على العطاء وعلى الاخلاص وعلى الدروس المجانية التي كنت تقدمها للحراس قبل اللاعبين، والأمل أن لا نجدك بعيدا عن رياضتنا وكرتنا ونفقدك كما فقدنا أخاك عبدالله قبل ذلك لأننا نريد المبدعين دائما وأبدا حاضرين في سماء رياضتنا وأنديتنا ففقدهم ليس بالأمر الهين، نعم نجحت في التحليل الرياضي ولكن أتمنى أن نراك محاضرا يساعد في رفع المستوى الفني لحراسنا في زمن ووقت افتقدنا فيه الموهبة القادرة على الذود عن المرمى، نعم اعتزلت ولكن ستبقى في الذاكرة الرياضية يا دعيع.