شنّت القوات النظامية السورية هجمات واسعة استهدفت قرى في ريف حماة الذي بات أحد مراكز الانتفاضة في البلاد. وافاد ناشطون وشهود أن القوات النظامية دخلت قرى داعمة للحركة الاحتجاجية في حماة واحرقت 50 في المئة من منازلها ما ادى إلى مقتل وإصابة العشرات، إضافة الى تنفيذ حملات اعتقال واسعة. كما واصلت قوى الامن عملياتها في مدينة حمص وريفها وريف دمشق ودرعا. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان سقط 25 قتيلا على الاقل أمس، هم 18 مدنيا وخمسة جنود نظاميين وضابط منشق ومسؤول عن مسلحين في دوما في ريف دمشق. وقالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إن قوات مدعومة بمركبات مدرعة قتلت بالرصاص ما لا يقل عن سبعة مدنيين عندما داهمت قرية التمانعة في سهل الغاب في المنطقة الريفية، غرب مدينة حماة، وأشعلت النار في منازل واعتقلت عشرات الأشخاص بسبب دعم سكان القرية لقوات المعارضة. وأضافت الشبكة أن أربع نساء كانوا بين القتلى، موضحة ان القرية تعرضت ل»عقاب جماعي» من القوات الحكومية، اذ أشعلت النيران في أكثر من 50 في المئة من منازلها وقتلت كثيرا من الأشخاص بعد اعتقالهم، أضافة إلى من قتلوا جراء القصف المدفعي. وذكر نشطاء معارضون أن القرية واحدة من عشرات القرى التي أحرقت وتعرضت لعقاب جماعي منذ أن سيطرت قوات النظام على مدينتي حمص وحماة. وقالت الشبكة السورية أن دعم سكان قرية التمانعة لمعارضي النظام أغضب قرية العزيزية المجاورة التي يقطنها علويون، والتي يجري فيها تجنيد من يطلق عليهم «الشبيحة». وقال نشطاء محليون إن التوتر بين القريتين تزايد بعدما قتل «شبيحة» من العزيزية شابين في التمانعة الجمعة الماضي، خلال تظاهرة مناهضة للنظام هناك. وفي ريف دمشق، قال المرصد السوري إن مواطناً قتل برصاص قناصة في دوما، كما قتل آخر في مدينة الضمير إثر اطلاق النار عليه من احد الحواجز في المدينة. وقتل سطام قلاع (ابو عدي) قائد «كتيبة العبادة» التي تقاتل القوات النظامية منذ اشهر وذلك خلال اشتباكات عند منتصف ليل السبت - الاحد في منطقة العب في منطقة دوما، بحسب المرصد. وفي ريف دير الزور، قتل فجرا ضابط منشق برتبة ملازم إثر كمين نصب له في منطقة الحوايج. كما قامت قوات الامن باعتقال ثلاثة مواطنين في قرية موحسن صباحا. وفي ريف حمص، قتل مواطن برصاص قناص وأُصيبت امراة بجراح برصاص صدر عن حاجز امني في الرستن. في ريف درعا، قتل ثلاثة مواطنين برصاص عشوائي اطلقته القوات النظامية اثناء اشتباكها مع مقاتلين من المجموعات المسلحة امام مفرزة المخابرات العسكرية في مدينة نوى، ما اسفر كذلك عن مقتل عسكري نظامي، حسب المرصد. واسفرت اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة في ريف درعا عن مقتل اربعة عناصر من القوات النظامية على حاجز في بلدة الحارة، وعن اصابة ستة مواطنين بجراح في مدينة الحراك برصاص القوات النظامية التي استخدمت رشاشات ثقيلة خلال الاشتباكات. وجاء استمرار العنف فيما اعلن المسؤول في بعثة المراقبين الدوليين حسن سقلاوي لوكالة «فرانس برس» أن عدد اعضاء البعثة بلغ امس 243 هم 189 مراقبا عسكريا و54 مدنيا يتوزعون على عدد من المدن السورية بينها ادلب وحلب وحمص وحماة ودرعا. وفيما يحاول ناشطون معرفة المزيد حول «جبهة النصرة» التنظيم الذي اعلن مسؤوليته عن التفجيرين اللذين هزا دمشق يوم الخميس الماضي، قال المعارض السوري فهد المصري لقناة «روسيا اليوم» إن «هناك معلومات موثقة، أطلعنا عليها بعض من أصدقاء الشعب السوري، تدل على أن النظام السوري قام منذ شهرين إلى ثلاثة أشهر، والآن أيضاً، بإطلاق سراح 500 معتقل إسلامي من سجن صيدنايا ومن فرع فلسطين في دمشق»، مشيرا الى ان هؤلاء تابعون ل»حزب التحرير» و»القاعدة» وغيرها من التنظيمات الإسلامية والسلفية والجهادية «ليقعوا في الفخ، وقد وقعوا فيه فعلاً، إذ يعلم النظام جيداً أنهم سيتحولون إلى مواجهة معه».