يواصل المؤلف محمد السيد عيد تقديم دراما السير الذاتية التي كان بدأها ب «قاسم أمين» و«علي مبارك»، وأنهاها في رمضان الماضي ب «رجل لهذا الزمان» عن حياة عالم الذرة الدكتور مصطفى مشرفة، فيصوَّر له قريباً مسلسل «الإمام الغزالي» عن حياة الإمام أبو حامد الغزالي، من بطولة محمد رياض ونرمين الفقي وأحمد خليل وأشرف عبدالغفور وطارق دسوقي وأحمد وفيق وجيهان فاضل وأحمد سلامة وبهاء ثروت. وسيخرجه إبراهيم الشوادي، ويتولى إنتاجه قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري. يقول السيد عيد ل «الحياة»: «اخترت شخصية الإمام الغزالي لتقديمها في مسلسل، لأنني وجدت أنه يمكن معالجة قضايا كثيرة تتعلق بالحاضر من خلال شخصيته، منها قضية تكفير المسلمين، ودور رجل الدين في مواجهة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية، إضافة الى القضايا المعاصرة مثل تنظيم الأسرة والغناء الذي يحرمه بعضهم». وأضاف: «الغزالي كان شخصية منفتحة ويلقب ب «حجة الإسلام»؛ إذ يعد أحد الفلاسفة المسلمين الكبار، وأحد المفكرين العمالقة، وأحد أعلام الفكر الصوفي السني الذي يربط بين التصوف والشريعة الإسلامية من دون خروج عنها، وهو من كبار فقهاء الشافعية على الإطلاق، وكتبه في الفقه تعتبر من المصادر الكبيرة في الفقه الشافعي، إضافة إلى أن له محاولاته الرائدة في نقد الفكر الإسلامي في عصره، اذ ناقش علماء الكلام والفلاسفة والباطنية وغيرهم من أصحاب الفرق». وأشار إلى أنه يرصد حياة الغزالي منذ وفاة والده وحتى وفاته أي من عام 465 إلى 505 من الهجرة. «المرحلة الأولى من حياته فيها ما يستحق الوقوف عنده، فهو لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لكنه كان يتيماً فقيراً تربى في أحد الملاجئ، وعلى رغم هذا استطاع بكفاحه أن يكون شيخاً للمدرسة النظامية في بغداد، وهذا أكبر منصب علمي في عصره، وقدَّم في حياته القصيرة مئات الكتب (نحو 600 كتاب)، تعد من أهم كتب الفكر الإسلامي، ورحلة كفاحه من قاع المجتمع إلى قمته تستحق في رأيي أن تُقدَّم ليستلهمها أبناؤنا ويعرفوا أن الوصول إلى القمة يحتاج إلى إرادة وتصميم». وعن المصادر التي استند إليها في كتابة المسلسل، يقول: «الموضوع كان يستلزم خلفية واسعة ليست عن الغزالي نفسه، ولكن عن الحركة الفكرية المعاصرة له والأحداث التاريخية التي دارت في عصره في الشرق وفي أوروبا، واستندت إلى أعمال الغزالي نفسه، ومنها «فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة» و«فضائح الباطنية» و«المنقذ من الضلال» و«تهافت الفلاسفة» و«إحياء علوم الدين» بأجزائه، و«إلجام العوام عن علم الكلام» و«الوسيط في فقه الإمام الشافعي» و«معيار العلم في المنطق» و«مشكاة الأنوار»، إضافة إلى كتب التراث ومنها «البداية والنهاية» لابن كثير، و«الكامل» لابن الأسير، وكتب التاريخ العام، ومنها «ماهية الحروب الصليبية» للدكتور قاسم عبده قاسم». ويوضح عيد أن دراما السير الذاتية تستهويه «لأنها تقدِّم القدوة، وتُعرِّف المشاهد بتاريخه، وتسمح لي بمعالجة القضايا العصرية من خلال وقائع التاريخ، وأنا سعيد بتقديم أعمال ممتعة فنياً ومفيدة للمشاهد».