لم تعد أم نواف تحتمل ما ألقي على كاهلها من مشاق عانت منها سنوات طويلة لتؤمن لعائلتها المأكل والمشرب ومكان يؤويها من الشارع ومن سؤال الناس. تقول أم نواف: «لم أعد قادرة على مراعاة ابنتي البالغة من العمر 15 عاماً التي تعاني من إعاقة وتخلف عقلي إضافة إلى عدم قدرتها على المشي»، موضحة: «عرضتها على أكثر من طبيب، ولكن لم يتحسن وضعها الصحي إلى بنسبة بسيطة». ولا تخفِ أم نواف قلقها الدائم على ابنتها، تقول: «لم تتح الظروف المادية السيئة علاج ابنتي في شكل دائم، ودائماً كانت قلة المال سبباً لعدم مواصلة جلساتها العلاجية، وما يحزنني أكثر هو سؤالي الدائم: أي مستقبل ينتظرها لو حصل لي أي مكروه؟». ولا تتوقف مشكلات أم نواف على إعاقة ابنتها، فهناك معاناة أخرى مع طليقها السابق الذي تركها منذ نحو عشرة أعوام، وامتنع عن إرسال مصروف لأبنائه الأربعة، ما دفعها إلى التسجيل في الضمان الاجتماعي لأخذ إعانة شهرية لا تتجاوز ألفي ريال، إضافة إلى إصدار إثبات من المحكمة بأنها هي العائل الوحيد لأبنائها، والمسؤولة عنهم بعد تخلي والدهم عنهم. وتنتظر أم نواف إعانة الضمان الاجتماعي، وبما يجود به فاعلو الخير من مال كي تستطيع سداد إيجار منزلها، إضافة إلى جمعها صدقات المحسنين العينية في شهر رمضان، وتشير إلى أنها اضطرت لأن تستدين مبلغاً من المال كي تنفقه، ولو أن الدائن ليس من أصحاب الخير لتقدم بالشكوى منذ أمد بعيد. لا تستطع الأم الحزينة إخفاء دموعها، فالقلق ليس فقط على ابنتها المعاقة، بل ينسحب على بقية أبنائها الثلاثة، اثنان منهم في سن المراهقة، خصوصاً أنهم يعيشون في حي شعبي تتوافر فيه أجواء الفساد في شكل أكبر، «كل يوم أخرج إلى الشارع بحثاً عن أبنائي، وأجلبهم إلى المنزل بشق الأنفس، هم الآن يطيعون أوامري ويحترمونني، ولكن أخشى أن يأتي يوم ينفلتون فيه»، لافتة إلى أن الوضع المادي الذي يعيشونه أثر سلباً على ابنها الأكبر، وبدأ يشعر بأنه مسؤول عن المنزل، وربما يفعل أي شيء من أجل توفير المال لوالدته وأشقائه. وتتمنى أم نواف من فاعلي الخير والباحثين عن الأجر والمثوبة من الله أن يساعدوها في علاج ابنتها المعاقة وتربية أبنائها، «لا أريد سوى مصروف شهري يضمن عدم انقطاع ابنتي عن العلاج، ويحمي أبنائي من أصدقاء السوء، ويحفزهم لإكمال دراستهم، فأنا لا أعلم كم سأعيش ومتى سأموت وهذا ما يحرمني النوم».