سار برنامج «في المرمى» الذي تبثه قناة «العربية»، على طريقة القنوات الغربية التي تستعرض مع نهاية كل عام ميلادي أبرز الأحداث، وهذا تقليد قد لا نختلف عليه كثيراً، لكن الانتقائية التي اتبعها بتال القوس وفريق العمل معه توحي بملامح الخروج عن النص في تعاطي صورة سلبية تمت إعادتها أكثر من مرة في شكل مقزز. أخطأ اللاعب الاتحادي أبو سبعان في التعبير عن فرحته، والخطأ اللفظي والسلوكي وارد من أي شخص «فلسنا ملائكة»، وهناك أخطاء لرؤساء دول وشخصيات عالمية ومشاهير، ويتم تناول الحدث بقالب كوميدي أو تعليق طريف، ولا يصل إلى التشهير والسخرية، كما حدث مع غلطة شاب مسلم في بداية مشواره من النجومية والأضواء. برنامج «في المرمى» كان يستطيع أن يكون أكثر احترافية لو قدم لنا أهم وأجمل لقطة لنهائي سباق (4 × 400) ففي اللقطة يعيش المشاهد السعودي والعربي مع براعة وموهبة اللاعب السعودي وقوة التحدي، فقد سلم أول متسابق سعودي العصا بتثاقل ووضعنا في المركز الأخير، وانطلق زملاؤه بعده في محاولة التعويض الزمني، وتفوق اللاعب يوسف مسرحي على نفسه، وكانت انطلاقته في ما يشبه المعجزة البشرية، ووصل لخط النهاية أولاً، وتوشح هو وزملاؤه الذهب، فكانت اللقطة معبرة ومذهلة، بل ذرفت عيون الحاضرين في الدوحة الدموع وأيضاً خلف الشاشة، هذه اللقطات التي من المفترض أن ترصدها عيون القائمين على البرامج الرياضية، وتتناولها قنواتنا كافة، مع التعليق على هذا التحدي والإصرار، فهي لقطة معبرة ومذهلة وتستحق مساحة من الاهتمام بدلاً من صورة سلبية أحرقتها المواقع الإلكترونية قبل الفضائية. هناك لقطات أكثر سلبية من لقطة أبو سبعان، ولقطات أكثر جودة وأكثر جمالية طوال العام الميلادي المنصرم، لكن عيون الانتقائية بدلاً من اختيار اللاعب الخارج عن النص على رغم اقترابه من الاعتزال، اتجهت عيون الميول أو عدم المهنية للاعب اتحادي شاب أخطأ في التعبير عن فرحته، ولا يستحق كل هذا التشنيع وهذه السياط اللاذعة، وبدل اختيار لقطة العام التي وصلتنا أولمبياد لندن 2012، اختارت القناة لقطة منفرة وصلتنا للحضيض. سقوط «برنامج في المرمى» في وحل نهاية عام ميلادي، لا يعفي قناتنا الرياضية من هفواتها المشابهة للوضع، وتمنطقها «في مساء الرياضية» و«في الملعب» بطرح قضايا محمد نور وحسين عبدالغني مع الغياب عن المنجز السعودي في «دوحة قطر»، أما «خط الفتنة» وما شبهه من برامج فحدث ولا حرج. [email protected] twitter | @1964Saleh