أثير أخيراً موضوع تأثير الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وتوافر المكالمات الهاتفية المتدنية الكلفة، في الثورات التي اجتاحت عدداً من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشار خبراء «سيمانتك» الشركة المتخصصة في تطوير الحلول الأمنية، إلى أن ثلاث قضايا أساسية تابعها العالم هذه السنة، وهي البرمجيات الخبيثة النقالة، وأنشطة القرصنة المسيّسة، والربيع العربي، واجتمعت كلها في تهديد جديد أطلقوا عليه اسم «اندرويد سبام»، المتمثل في نسخة مقرصنة من تطبيق البوصلة الإسلامية، تتضمن الموافقة على تمكين التطبيق من القيام بمهمات غير مطلوبة في النسخة الأصلية. ويقدم التطبيق، بعد تثبيته، تلقائياً عند تشغيل الجهاز، ومن دون أن يعلم المستخدم، خدمة تسمى «العربية»، ثم يختار عشوائياً وصلة من بين 18 وصلة ليرسل رسالة نصية قصيرة إلى كل الأسماء المخزنة في الجهاز، تتضمن وصلة إلى أحد منتديات الإنترنت. ورصد الخبراء التهديد غير المسبوق الذي ينتشر عبر المنتديات المهتمة بقضايا الشرق الأوسط على الإنترنت، مستفيداً من الطبيعة المفتوحة لمنصة التشغيل «أندرويد» وأنشطة القرصنة المسيّسة. ولا تهدف هذه الأنشطة إلى تحقيق عوائد مادية مثل بقية أنشطة القرصنة الإلكترونية الاعتيادية، بل إلى نشر رسالة معينة أو دعم حركة سياسية ما، ولكن قد يستغل بعضهم تعاطف كثيرين مع تلك الأنشطة وأهدافها لتحقيق مآرب أخرى. وقال كبير الاستراتيجيين الأمنيين للأسواق الناشئة في «سيمانتك» بولنت تيكسوز: «من المؤكد أن منطقة الشرق الأوسط شهدت هذه السنة زيادة مطردة في أنشطة القرصنة المسيّسة والجريمة الإلكترونية، ليس فقط لأنها من الأسواق الناشئة التي تجذب المجرمين الإلكترونيين لتحقيق عوائد مالية مجزية، بل أيضاً نتيجة الانتشار الكبير لخدمة الإنترنت والهواتف الذكية». ولفت إلى أن «الربيع العربي يُعتبر من القضايا التي تستأثر بمتابعة الكثيرين، ما يجعله محطّ اهتمام أنشطة القرصنة الإلكترونية».