للمرة الأولى تخوض المطربة التونسية لطيفة تجربة تقديم البرامج من خلال «يلا نغني» الذي يهدف إلى «إحياء زمن عمالقة الطرب العربي، من خلال أصوات معاصرة سمتها الأصالة، للاحتفاء بإبداعات خالدة عبر الأجيال». وتوضح لطيفة أن البرنامج الذي تعرضه «أم بي سي1»، «يسلِّط الضوء على شعراء قدَّموا للأغنية العربية أعذب الكلام والمعاني، وموسيقيين سكنت نغماتهم قلوب الملايين ووجدانهم، ومطربين مبدعين أثروا الفن العربي بأصواتهم وأصالتها، فكان لهم الفضل في رسم صورة ما بات يعرف اليوم ب «الزمن الجميل». وأضافت: «أستضيف من خلال البرنامج، نخبة من نجوم الفن والطرب المعاصرين، للوقوف على إبداعات العمالقة، ومحاولة معرفة أسرار نجاحها، وكيفية التحضير والإعداد لها، وما رافقها من قصص وأسرار ما زال بعضها طي الكتمان، وتقديم تلك الأغنيات الخالدة غناء في استوديو «يلا نغني» بصوت الفنان الضيف، وأرافقه بصوتي، إلى جانب عدد من الأصوات الشابة الموهوبة بينما يرافق ضيف البرنامج أوركسترا بقيادة المايسترو خالد فؤاد». وأشارت إلى أنها استعادت ذكريات الدراسة خلال لقائها مع المطربة أنغام، بينما كانت حلقة الفنان هاني شاكر ذات مذاق خاص نجحت خلالها في إخراجه من حالة الحزن التي يعيشها بعد وفاة ابنته. وتابعت: «لم أشعر بأنني مذيعة، فأنا أتحدث مع أصدقائي، وحلقة الفنانة أنغام مثلاً استمر العمل فيها عشر ساعات أمام الكاميرا وفي الكواليس. وكانت هذه أول مرة أجلس طويلاً هكذا معها منذ أيام المعهد، فقد درسنا سوياً واستعدنا أحلى الذكريات. أما حلقة ملحم زين فكانت كلها مرح، وكاد أن يتأخر على موعد طيارته؛ لأنه لم يكن يريد للحلقة أن تنتهي من فرط سعادته بها». وعن حلقة الفنان هاني شاكر، قالت: «شرَّفني العملاق هاني شاكر في البرنامج، خصوصاً أنها من أوائل إطلالاته بعد وفاة ابنته، وقد نجحنا أنا وفريق العمل ولو لفترة موقتة في استعادة روحه المرحة على رغم حزنه العميق، وقد أثرى وجوده الحلقة في شكل لا يوصف». وأكدت لطيفة للمشاهدين أنهم سيقضون أجمل الأمسيات الغنائية التي ترقى بالذوق، موضحة أن الفن الهابط له أهله وجمهوره، ولا مكان له في برامج «أم بي سي» التي لا ترضى لطيفة ب «أقل من جمهورها ولا اسمها العريق العالي؛ لأنها شاشة تقدم للمشاهد العربي كل ما يحترم عقله، كما أن القناة قدَّمت لي كل ما أحتاجه ليظهر البرنامج بالطريقة الراقية التي سيراها الجمهور، ومنها تكريم الفنانين المخضرمين، ووجود أوركسترا حية بقائد له تاريخه، بدل الموسيقى المعلبة». فهل البرنامج دعوة الى الأصالة الغنائية والتصدي للفن الهابط؟ «الفن الهابط له أهله وجمهوره، وحرام أن يُسمَّى فناً أساساً، ولا يقدَّم على شاشة «أم بي سي»، كما لا أريد التحدث عنه. يعني بالعامية «ما لناش دعوة»، فلنبقى إيجابيين، وسيرى الجمهور أي نوع من البرامج الغنائية سيكون عليه «يلا نغني» الذي يرفع شعار الغناء الراقي». لطيفة راهنت على نجاح حلقات البرنامج التي تظهر فيها نخبة من نجوم الغناء مثل أمال ماهر، معين شريف، مروان خوري وغيرهم. وأوضحت أن البرنامج يعتمد على تقديم غناء راق، وهو يتميز بالإبهار في الشكل والمضمون ولا يتشابه مع بقية برامج المنوعات التي تعرض على شاشات الفضائيات العربية، موضحة أنها ليست مع الرأي الذي يقول أن المشاهد العربي لا يميل في الفترة الحالية لمتابعة برامج المنوعات بسبب التطورات السياسية المتلاحقة في المنطقة العربية. وأشارت إلى أنه ليس من المنطقي أن يظل الجمهور العربي محاصراً بالبرامج السياسية ونشرات الأخبار، كما أن البرنامج يقدم غناء متميزاً، وهذه النوعية من البرامج الهادفة تجذب المشاهد. وشددت لطيفة على أنها خاضت تجربة تقديم البرامج لأهداف بعيدة من الأمور المادية؛ لأنها أرادت أن تدعم الإعلام العربي ببرنامج هادف يقدِّم المعلومة مع الفن الراقي الذي يتناسب مع المرحلة الإيجابية التي نعيشها حالياً، كما أنها مدينة للجمهور العربي بالشهرة والنجومية التي وصلت إليها، ولا بد من ردِّ الجميل بأعمال هادفة.