أبدى الفقيه السعودي، عضو مجلس الشورى حاتم الشريف تسامحاً هو الأول من نوعه لشيخ سعودي بارز مع التهنئة ب«الكريسماس» (أعياد الميلاد) الذي يحتفل به معظم النصارى في 25 كانون الأول (ديسمبر) كل عام باعتباره مولد المسيح عليه السلام. وأكد الشريف أن هناك فرقاً بين تهنئة الكافر بعيده الديني وعيده غير الديني، معتبراً تهنئة غير المسلم بعيده الديني أيضاً فيها حالتان، حالة تدل على الرضا بدينه، وأخرى لا تحمل ذلك كالقول «عيد سعيد»، فهذا الأخير مباح بخلاف الأول. وأشار إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحيي غير المسلمين في رسائله إليهم بقوله «السلام على من اتبع الهدى»، وهو ما رآه الشريف «تصرفاً من النبي يدل على جواز هذا النوع من التلطّف مع غير المسلم (...) وهو مبني على المداراة أو ما يسميه الناس اليوم المجاملة، وهو مستحب عند إرادة دعوة الآخر وهدايته». وكان الشريف عرض الموضوع بتفصيل أكبر في حديث أجرته معه «الحياة» وعبر صفحته على «فيسبوك»، إلا أنه شدد أخيراً على «وجوب التفريق بين محل الإجماع في هذه المسألة ومحل الاختلاف، فمحل التحريم بالإجماع هو تهنئة الكافر بعبارة تدل على الرضا عن دينه (...) وأما تهنئتهم بما لا يدل على ذلك فنقل الإجماع عليه دعوى غير صحيحة»! ومنذ أن توسعت الحكومة السعودية في ابتعاث الطلاب السعوديين، تشهد أمثال هذه القضايا جدلاً بين فئات كبيرة من الشباب، حائرين بين فتاوى فقهية تحرم عليهم التعاطي مع جوانب من محيطهم الغربي، ورغبة ملحّة من جانبهم في مشاركة الآخرين أعيادهم ومناسباتهم كما يصنع الغربيون معهم في مناسبات الأعياد الإسلامية. ويتوقع أن يواجه الشريف ردود فعل غاضبة من فقهاء يختلفون معه في الترجيح الذي توصل إليه. وأعلنه للمرة الأولى.