«وحده فان غال يجرؤ على فعلها، هل كان يعلم أن تيم كرول صد ركلتي جزاء فقط من أصل 20 في الدوري الإنكليزي لكرة القدم؟»، هكذا علق الإنكليزي غاري لينيكر هداف مونديال 1986 على السيناريو «الجهنمي» الذي خيم على اللحظات الأخيرة من مباراة هولنداوكوستاريكا أول من أمس (السبت) في ربع نهائي مونديال 2014 في البرازيل. سيطرت هولندا، سددت، أهدرت، استحوذت وكانت الأفضل أمام خصمتها كوستاريكا التي خاضت أروع رحلة في تاريخ المونديال، ونجحت في جر المنتخب البرتقالي إلى ركلات الترجيح. لكن المدربين الكبار يتركون بصمتهم بقرارات تاريخية، فعلى رغم الإرهاق الذي حل بلاعبيه بعد 120 دقيقة أمام الشجاعة الكوستاريكية في الذود عن مرمى الحارس العملاق كيلور نافاس، أبى مدرب مانشستريونايتد الإنكلزي المقبل أن يستخدم تبديلاته الثلاثة، فانتظر حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع في الشوط الإضافي الثاني لإدخال كرول حارس مرمى نيوكاسل يونايتد بدلاً من ياسبر سيليسن حارس مرمى أياكس أمستردام، لاعتقاده بأن الشاب الأشقر أفضل في صد ركلات الحظ. لم يحسن كرول التعامل مع 18 ركلة جزاء في البرميرليغ، لكن ركلات الحظ فيها الكثير من الدغدغات النفسية، وهكذا كان يفعل كرول لدى كل محاولة كوستاريكية، ومن أصل خمس ركلات للمنتخب القادم من وسط أميركا ارتمى خمس مرات على الزاوية الصحيحة وأصاب كرتي براين رويز وميكايل أومانيا. هكذا يكون كرول أصبح أداة بطولية جديدة للمعلم فان غال، أو «سوبرمان» المنقذ لهولندا، فالحارس الذي يتميز بالشجاعة وسرعة الحركة، برز اسمه خلال المواسم الماضية كأحد أفضل حراس الدوري الإنكليزي. صحيح أن عمره 26 عاماًَ إلا أنه استطاع انتزاع مكانه أساسياً في خط مرمى نيوكاسل يونايتد، النادي الذي التحق به صيف 2005 قادماً من أدو دين هاغ بعمر ال17. اكتسب كرول تجربة مهمة بفضل فترات الإعارة التي قضاها بين صفوف كارلايل يونايتد وفالكيرك الأسكتلندي، وهو العامل الذي جعله يشق طريقه نحو تشكيلة نيوكاسل الأساسية عام 2010. ومنذ ذلك الحين ظل الحارس رقم واحد في الفريق. وعلى رغم أن فريقه عاش فترات عصيبة خلال موسم 2013-2014، إلا أن كرول حافظ على مستواه وأدائه الرائع، بل وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري لشهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو حارس المرمى الوحيد هذا الموسم الذي حظي بهذا الشرف.