تابعت كوستاريكا وحارسها الرائع كيلور نافاس قصتها الرائعة وتأهلت لاول مرة في تاريخها الى ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم بعد فوزها بعشرة لاعبين على اليونان 5-3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي اليوم الاحد على ملعب "ارينا بيرنامبوكو" في ريسيفي ضمن الدور الثاني. وكانت كوستاريكا على شفير حسم المباراة في وقتها الاصلي قبل ان تسجل اليونان هدفا قاتلا اجل الحسم الى ركلات الترجيح حيث تابع نافاس تألقه وقاد منتخب بلاده الى دور الثمانية. وتلتقي كوستاريكا في ربع النهائي السبت المقبل في سالفادور دي باهيا مع هولندا وصيفة 2010 التي قلبت تأخرها امام المكسيك الى فوز بشق الانفس 2-1 في الدقائق الاخيرة اليوم ايضا، وذلك بعد ان حققت مشوارا خياليا في مجموعة "الموت" في الدور الاول حيث فازت على الاوروغواي 3-1 وايطاليا 1-صفر قبل تعادلها مع انكلترا سلبا. وكوستاريكا هي رابع منتخب على التوالي يبلغ ربع النهائي بعد تصدر مجموعته، على غرار البرازيل (المجموعة الاولى) وكولومبيا (الثالثة) وهولندا (الثانية)، واصبحت اول منتخب من كونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) يتأهل ابعد من الدور الثاني منذ 2002 عندما حققت الولاياتالمتحدة هذا الانجاز. واكدت كوستاريكا تميزها الدفاعي في النهائيات حيث اهتزت شباكها بهدفين في اربع مباريات، الاول من ركلة جزاء للاوروغوياني ادينسون كافاني والثاني عن طريق اليوناني سقراطيس باباستاتوبولوس في الوقت القاتل من مواجهة ريسيفي. ومن المؤكد ان انجاز عام 1990 حين بلغ "تيكوس" الدور ثمن النهائي للمرة الاولى في تاريخه بقيادة مدربه السابق الصربي الفذ بورا ميلوتينوفيتش بعد ان حل ثانيا في المجموعة الثالثة خلف البرازيل وامام اسكتلندا والسويد قبل ان يودع بخسارة مذلة امام تشيكوسلوفاكيا 1-4، اصبح من الماضي لان لاعبي كوستاريكا حققوا الانجاز الاكبر ببلوغ الدور ربع النهائي وفق ما اكده المدرب الكولومبي للمنتخب خورخي لويس بينتو. من جهتها، حققت اليونان بطلة اوروبا 2004 نتيجة معقولة بتأهلها الى الدور الثاني لاول مرة في تاريخها، بعد وقوعها في مجموعة مقبولة ضمت كولومبيا واليابان وساحل العاج، فاحتاجت بقيادة مدربها البرتغالي فرناندو سانتوس الى هدف قاتل من ركلة جزاء سجلها يورغيوس ساماراس في الوقت بدل الضائع من الجولة الاخيرة امام ساحل العاج (2-1)، لكنها لم تنجح بالاستفادة من النقص العددي ابتداء من منتصف الشوط الثاني. وعاد الى تشكيلة المدرب بينتو المهاجم كريستيان بولانيوس والمدافع ميكايل اومانا بدلا من راندال برينيس وروي ميلر بعد غيابهما عن التشكيلة الاساسية لكوستاريكا في مباراة انكلترا الاخيرة من الدور الاول. اما مدرب اليونان فعول مجددا على ساماراس اساسيا بعد تسجيله هدفا حاسما في مباراة ساحل العاج (2-1)، واستبدل بانايوتيس كوني الذي اصيب في بداية مباراة ساحل العاج، باندرياس ساماريس. وفي اول مواجهة دولية بين المنتخبين، خسرت اليونان الكرة في منتصف ملعبها فاستلمها براين رويس ومرر الى كريستيان بولانيوس المتقدم على الميسرة فسددها قوية عالية فوق عارضة مرمى اوريستيس كارنيزيس (8). وانتظر اليونانيون الذين واجهوا منتخبا من كونكاكاف لاول مرة، حتى الدقيقة 29 ليسددوا كرة اصابت المرمى عن طريق لاعب وسطهم المخضرم يورغيوس كاراغونيس الذي خاض مباراته الدولية ال139 بعمر السابعة والثلاثين. وانقذ حارس كوستاريكا كيلور نافاس مرماه من هدف محقق عندما رفع سقراطيس باباستاتوبولوس عرضية جميلة بيسراه حلقت فوق الدفاع وتابعها ديميتريس سالبينجيديس من مسافة قريبة ابعدها حارس ليفانتي الاسباني ببراعة (37). وباستثناء الدقائق الخمس الاخيرة من الشوط الاول، امتلكت كوستاريكا الكرة اكثر من اليونان، خلافا لعادتها في الدور الاول حيث كانت تعتمد على رد الفعل امام الاوروغواي، ايطاليا وانكلترا، فحاول الطرفان المبادرة والوصول الى منطقة الخصم، لكن الشوط الاول غير المثير انتهى من دون اهداف وبفرصة خطيرة يتيمة لليونان. وافتتح ساماراس فرص الشوط الثاني برأسية اثر ركلة حرة التقطها الحارس نافاس (47). وكسر رويس حاجز التعادل عندما لعب بولانيوس عرضية ارضية على حافة المنطقة تابعها لاعب ايندهوفن الهولندي بيسراه ارضية خادعة تفرج عليها الدفاع والحارس تخترق زاوية مرمى "غالانوايفكي" اليسرى مسجلا هدف الافتتاح (52). وهذا الهدف الثاني لرويس الذي كلف فولهام الانكليزي 17 مليون دولار للتعاقد معه قبل ثلاثة اعوام من تونتي انشكيدة الهولني، قبل ان يعيره الفريق اللندني الموسم الماضي الى ايندهوفن. كما هو الهدف التاسع عشر يسجله احد قادة المنتخبات في النسخة الحالية، علما بان افضل رقم في تاريخ النهائيات كان 16 هدفا في مونديال اسبانيا 1982. وبحثت اليونان صاحبة اضعف هجوم (2) من بين المتأهلين ال16 الى الدور الثاني، عن التعادل، فحصلت على افضلية كبرى عندما طرد مدافع كوستاريكا اوسكار دوارتي لنيله انذارا ثانيا بعد عرقلته عن عمد خوسيه هوليباس لترفع البطاقة الحمراء لاول مرة في وجه لاعب كوستاريكي في النهائيات (66). واكد نافاس انه من افضل حراس النسخة الحالية عندما قام بصدة بالغة الصعوبة امام ساماراس (71). ودفع سانتوس، الذي استهل مشواره مع المنتخب اليوناني عام 2010 خلفا لمهندس انجاز 2004 الالماني اوتو ريهاغل، واتت المباراة قبل يوم فقط من انتهاء العقد الذي يربطه بالاتحاد اليوناني ولا يعتزم المهندس الكهربائي تجديده، بالثلاثي الهجومي كوستاس ميتروغلو احد نجوم التصفيات، وثيوفانيس غيكاس (34 عاما) وكوستاس كاتسورانيس (35 عاما) احد الناجين من تشكيلة 2004. وقطع نافاس عرضية خطيرة لكريستودولوبولوس من داخل المنطقة قبل ان تشكل خطرا وشيكا على مرماه (88). ورضخ نافاس للرغبة اليونانية الجارفة بالتعادل فرد كرة رائعة لغيكاس من داخل المنطقة لكن باباستاتوبولوس مدافع بوروسيا دورتموند الالماني وميلان الايطالي السابق تابعها في المرمى من مسافة قريبة مسجلا هدف التعادل للمنتخب الازرق ليصبح صاحب اطول اسم يسجل في تاريخ كأس العالم (90+1). وهذا الهدف ال145 في النسخة الحالية ما يوازي مجموع الاهداف المسجلة في نسخة جنوب افريقيا 2010. وانقذ نافاس مرماه من هدف محقق برأسية ميتروغلو بعد عرضية من توروسيديس (90+3)، لينتهي السيناريو المثير في الدقائق الاخيرة بالتعادل 1-1 ويتم الاحتكام الى الشوطين الاضافيين. وتابعت اليونان هيمنتها الساحقة في الشوط الاضافي فسدد كاتسورانيس من مسافة قريبة ابعدها الدفاع (100)، ردت عليها كوستاريكا المرهقة بخجل من تمريرة لبرينيس الى بورخيس قطعها الدفاع (104)، ثم سدد برينيس فوق العارضة مطلع الشوط الاضافي الثاني (106). ومن هجمة مرتدة خماسية لليونان بمواجهة مدافعين سدد كريستودولوبولوس من داخل المنطقة يمينية قوية وقف نافاس حاجزا امامها (113). وبعد ان اهدر ميتروغولو لقطة المباراة عندما سدد منفردا كرة صدها مجددا نافاس ببراعة (121) اعلن الحكم انتقال المواجهة الى ركلات الترجيح بعد شوطين اضافيين غاب فيهما الانضباط الفني نظرا للارهاق بعد ساعتين من اللعب. وفي ركلات الترجيح التي سبقها طرد الحكم لمدرب اليونان سانتوس، وهي الثانية في البطولة بعد البرازيل-تشيلي (3-2) امس السبت، سدد سيلسو بورخيس الكرة الاولى وسجلها بقوة، علما بان اخر 8 حصص ترجيحية في كأس العالم شهدت فوز المنتخب الذي سجل اولا. رد عليه ميتروغلو ببرودة اعصاب (1-1)، استعاد رويس التقدم في سقف المرمى (2-1)، ثم عادل كريستودولوبولوس (2-2)، ومنح جانكارلو غونزاليس التقدم لكوستاريكا (3-2). واطلق هوليباس صاروخية بيسراه معادلا (3-3)، قبل ان يسجل كامبل الذي اعاره ارسنال الانكليزي الموسم الماضي لاولمبياكوس اليوناني (4-3)، ثم صد نافاس كرة غيكاس وزرع اومانيا كرة الفوز 5-3 لتنطلق افراح نحو 4 ملايين كوستاريكي في الدولة الصغيرة الواقعة وسط القارة الاميركية.