أمر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس، قواته ب «تحرير» منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الأهم في شرق البلاد، بعدما استعادت مدينة سلافيانسك، أحد معاقل الانفصاليين المؤيدين لروسيا، والذين حشدوا مسلّحيهم متعهدين تحقيق «نصر» في دفاعهم عن دونيتسك. وقلّد وزير الدفاع الأوكراني فاليري غيليتيي خلال زيارته سلافيانسك، جنوداً أوسمة بسبب «تميّزهم» في العملية العسكرية، بعدما رفعت القوات الحكومية العلم الأوكراني مجدداً فوق بلدية المدينة التي بقيت أشهراً معقلاً للانفصاليين، اثر استعادتها السبت. وشكّل الأمر ابرز نصر عسكري لكييف منذ اندلاع المعارك قبل 3 أشهر، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 جندي أوكراني ومئات من المدنيين والمتمردين. وتوجّه المتمردون الذين غادروا سلافيانسك، الى مدينة كراماتورسك القريبة ومنها الى دونيتسك. وأعلن قائد كتيبة متطوعي دونباس سيمن سمنتشينكو ان الانفصاليين غادروا مدينتَي درويكيفكا وكوستيانتينفكا الواقعتين بين سلافيانسك ودونيتسك، فيما شدد دنيس بوشيلين، أحد ابرز قادة الانفصاليين، على ان «دونيتسك تستعد للدفاع عن نفسها»، وتابع: «قواتنا تُحشد هنا، وسنصدّ هجوم النازيين (في اشارة الى سلطات كييف) في كل الحالات، ودونباس لن تركع». وكتب على موقع «تويتر»: «غادرنا درويكيفكا وكوستيانتينفكا، لكن الدفاع عن دونيتسك سيشكّل منعطفاً، سننتصر». وأعلن قائد انفصالي آخر يُدعى ايغور ستريلكوف أنه سينشىء اليوم «مجلساً عسكرياً مركزياً» لتنسيق عمليات الدفاع في شكل افضل. واضاف: «سنتابع عمليات القتال، ونحاول ألا نرتكب الأخطاء التي ارتكبناها سابقاً». في المقابل، أعلن أندري ليسنكو، وهو مسؤول في «عملية مكافحة الارهاب»، أن «القوات الأوكرانية تسيطر بالكامل على سلافيانسك وكراماتورسك»، مضيفاً: «ساءت الروح المعنوية لعصابات الارهابيين، لكنهم ما زالوا يشنّون هجمات شريرة على القوات الأوكرانية». واشار الى استسلام أعداد ضخمة من الانفصاليين في سلافيانسك ومناطق مجاورة، وزاد: «مَن يسلّمون أنفسهم يدلون بمعلومات عن وحدات مسلحي (المتمردين) ومكان الأسلحة». وتابع ان الحكومة بدأت في اعادة اعمار البنية التحتية في سلافيانسك وتأمين الغذاء والماء للسكان. اما بوروشينكو فاعتبر ان استعادة سلافيانسك لا تشكّل «نصراً كاملاً»، مستدركاً أن «لإخراج المدججين بالسلاح من المدينة أهمية رمزية كبرى، إنه بداية نقطة تحوّل في المعركة مع المقاتلين، في سبيل سلامة أراضي أوكرانيا». ونبّه الى ان «الوضع ما زال صعباً جداً والارهابيين يتحصنون في المدن الكبرى، وما زالت امامنا صعوبات كثيرة لا بد من تذليلها»، وزاد: «الامر الذي اصدرته يبقى نافذاً: لا بدّ من تشديد الحصار على الارهابيين، ومواصلة العملية من اجل تحرير دونيتسك ولوغانسك».