استعادت كييف السيطرة على مدينة سلافيانسك، أبرز معاقل الانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا. وأمر الرئيس بيترو بوروشينكو بإعادة رفع العلم الأوكراني فوق مبنى المجلس المحلي للمدينة، تتويجاً للإنجاز الميداني الأبرز للقوات الحكومية منذ إطلاقها عملية «مكافحة الإرهاب» في الشرق مطلع نيسان (أبريل) الماضي. وأعلن المتمردون أنهم انتقلوا إلى كراماتورسك لإعادة تنظيم صفوفهم وحماية المدنيين. في غضون ذلك، شهدت المناطق الحدودية بين البلدين تصعيداً لا سابق له. وأعلنت موسكو أن حاجزاً تابعاً لحرس الحدود في مقاطعة روستوف تعرّض لقصف منظم استمر ساعات، ما حتّم إغلاقه ونقل العسكريين المتمركزين فيه إلى مناطق روسية مجاورة. وأعلنت موسكو فتح تحقيق في النيابة العامة في شأن اعتداءات الحدود، وسط توقعات بأن تنسف التطورات الميدانية جهود تقريب المواقف التي وفرتها المحادثات الرباعية بين روسياوأوكرانيا وألمانيا وفرنسا. وكان يفترض أن تؤدي هذه الجهود إلى عقد اجتماع أمس ل «مجموعة الاتصال» التي تضم أوكرانياوروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والانفصاليين، لكن مكان اللقاء لم يحدد. واعتبرت مصادر عسكرية في كييف أن استعادة سلافيانسك «خطوة أولى نحو حسم المواجهة ضد التمرّد المسلّح في منطقة الشرق». ورجّحت أن تكون كراماتورسك الهدف التالي للقوات الأوكرانية، في طريقها لإنهاء التمرّد في دونيتسك. ونقلت وسائل إعلام روسية عن شهود في المنطقة، أن قافلة آليات ومدرعات ودبابات عسكرية وصلت إلى كراماتورسك قادمة من سلافيانسك، فيما لفت توجيه أحد قادة الانفصاليين في سلافيانسك دنيس بوشيلين عتاباً لعدم تقديم روسيا دعماً كافياً لهم، وكتب على «تويتر»: «ماذا نستطيع أن نقول؟ لقد أعطونا الأمل ثم تخلوا عنا. أدلى الرئيس فلاديمير بوتين بتصريحات جميلة حول الدفاع عن الشعب الروسي في روسيا الجديدة. ولكنها لم تكن إلا تصريحات». وفي ردّ فعل غير مباشر على التقدّم العسكري الأوكراني، أعلنت موسكو أنها جمّدت تسليم كييف معدات وآليات عسكرية تابعة للجيش الأوكراني كانت القوات الروسية صادرتها في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار (مارس) الماضي. وقال ناطق عسكري روسي: «سيسري القرار حتى وقف العمليات العسكرية شرق أوكرانيا». على صعيد آخر (أ ف ب)، بدأت بلغاريا مناورات «نسيم 2014» البحرية في البحر الأسود مع ست دول في الحلف الأطلسي، بينها الولاياتالمتحدة، في أحدث استعراض اطلسي لإظهار التضامن والاستعداد الإقليمي في مواجهة أزمة أوكرانيا، على رغم أن المناورات كانت مقررة قبل ضم روسيا شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود. وقال الأميرال الأميركي روبرت كامينسكي: «أصدر الحلف بياناً قوياً جداً منذ أشهر رداً على ما يجري بين أوكرانياوروسيا، يُفيد بأننا متحدون في قضيتنا وهدفنا. ونظهر هنا في بورغاس هذا الدعم كحلف». ويشارك في التدريبات أكثر من ألف من أفراد البحرية البلغارية، و15 سفينة وقطعة بحرية إضافة إلى مروحيات وطائرات وطراد صواريخ موجهة أميركي.