ينتظر أن يعقد الرئيس السوداني عمر البشير لقاء مع قوى معارضة، لإنقاذ مبادرة الحوار الوطني التي طرحها من الانهيار، عبر تهيئة المناخ لإقرار الحريات السياسية والإعلامية وإطلاق المعتقلين، عقب لإعلان أحزاب معارضة مقاطعة الحوار واتهام الحزب الحاكم بالتراجع عنه. وأعلن حزبا «الأمة» بزعامة الصادق المهدي و»حركة الإصلاح» برئاسة غازي صلاح الدين اللذين قبلا مبادرة الحوار، مقاطعتهما اجتماعاً غداً الأربعاء مع البشير، وأكدا أن الاجتماع لا يعنيهما وأن الحوار انتهى بالنسبة لهما. وكشف الأمين العام ل»الحزب العربي الناصري» مصطفى محمود عضو آلية الحوار، عن جهود تقودها قوى معارضة لإقناع القوى الرافضة والحركات المسلحة، بالمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير. وأوضح محمود أن الاجتماع مع البشير سيناقش استحقاقات ومتطلبات الحوار الوطني، وفي مقدمها إجراءات بناء الثقة بين الأطراف، وذلك لتهيئة المناخ، بإلغاء القوانين المقيدة للحريات السياسية والإعلامية وإطلاق المعتقلين. غير أن حزب «الأمة» بزعامة المهدي طرح شروطاً لاستمرار الحوار مع الحزب الحاكم، أبرزها أن يكون شاملاً يجمع كل القوى السياسية والحركات المسلحة بالداخل والخارج وأن يرتبط بعملية السلام، إضافة إلى ارتباطه بقضايا الحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإزالة القوانين المقيدة للحريات وتهيئة المناخ لحوار مثمر. كما اعتبرت حركة «الإصلاح الآن» المنشقة عن حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم أن الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير وصل إلى نهايته بسبب عدم تحلي الحزب الحاكم بالمسؤولية اللازمة في هذا الظرف التاريخي. ورأت الحركة في بيان عقب اجتماع لمكتبها السياسي، إن الحزب الحاكم غير ملتزم بالشراكة السياسية وغير مستعد لدفع استحقاقات الحوار المطلوبة. وأضاف البيان: «أن كل هذه الدلائل والمؤشرات أثبتت لنا وبما لا يدع مجالاً للشك، أن الحزب الحاكم يرمي من دعوة الحوار هذه إلى تمرير أجندته وبرامجه»، وتابع: «إن الحوار المشار إليه لا ولن يقدم حلولاً عملية للمواطنين ولأزمات البلاد الراهنة». في غضون ذلك، عين حزب الأمة، مريم نائبة لوالدها الصادق المهدي في رئاسة الحزب. وأقرت مريم بتعيينها في المنصب ببيان صحافي، وأشارت إلى أن مؤسسة الرئاسة مكونة من نواب ومستشارين ومساعدين، يقوم بتعيينها رئيس الحزب بموجب نظامه الداخلي الذي لم يحدد عدداً معيناً للنواب ولا للمستشارين ولا المساعدين. ويحمل العديد من قيادات حزب «الأمة» على زعيم الحزب تقديم كريماته وأنجاله في القيادة، ويتهمونه بمحاولة توريثهم الحزب الكبير على حساب بقية القيادات التاريخية. وبات للمهدي أربعة نواب في الحزب هم: فضل الله برمة ناصر وصديق محمد إسماعيل ومحمد عبد الله الدومة ومريم الصادق.