سقط أمس اكثر من 35 جريحاً في اشتباكات بين شبان ينتمون الى «التجمع اليمني للاصلاح» وآخرين من «الحوثيين» في «ساحة التغيير» قبالة جامعة صنعاء، حيث لا يزال يعتصم الآلاف من شباب «ثورة التغيير» في اليمن منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، وذلك إثر خلافات حادة بين عدد من المكونات الشبابية منذ مساء السبت الماضي بعد ساعات على وصول شباب «مسيرة الحياة» القادمة من محافظة تعز (جنوب غربي البلاد) إلى الساحة. فقد رفضت مجموعات من الشبان السماح للمشاركين في المسيرة بنصب منصة وخيام وسط الساحة، وسرعان ما تحول الخلاف إلى إشتباكات بالأيدي والعصي، بعد تدخل أعضاء لجنة الأمن في الساحة ومعظمهم من «الإصلاح» وازالتهم المنصة والخيام التي كان شباب «مسيرة الحياة» نصبوها بالقوة. واستمر التوتر خلال الايام الثلاثة الماضية، ووقعت إشتباكات محدودة بعد فشل محاولات بعض القيادات الشبابية في تهدئة الوضع، وأدى تطور الخلاف أمس الى مواجهات عنيفة بالعصي والهراوات والأدوات الحادة بين أعضاء اللجنة الأمنية ومجموعات من شباب «الإصلاح» من جهة، وبين شباب حركة «الصمود» الذين يتهمهم «الإصلاح» بالإنتماء الى حركة «الحوثيين» ومشاركين في «مسيرة الحياة» من جهة ثانية، فأصيب أكثر من 35 شخصاً بجروح مختلفة بعضها خطر. وأكدت ل «الحياة» مصادر في «ساحة التغيير» ان جنوداً من الفرقة الأولى المدرعة التي تتولى حماية الساحة والمحتجين، تدخلوا لفض الإشتباك وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، وأوقفوا عدداً من الشبان لإعادة الأمن. ودان «حزب الحق» المنضوي في تحالف أحزاب «اللقاء المشترك» في بيان لأمينه العام حسن زيد «الجريمة الغادرة النكراء» ضد شباب «المسيرة الراجلة وشباب الصمود» أمس من قبل من وصفهم ب «بلاطجة مسلحين بالعصي والهراوات والتي لا يمكن السكوت عنها»، متهماً اللجنة الأمنية وجنود الفرقة الاولى المدرعة بالوقوف وراء تلك الإعتداءات المتكررة. وفي حين حذرت مكونات شبابية مستقلة وحزبية في «ساحة التغيير» من إستمرار الخلافات الحزبية والمذهبية والمناطقية بين شباب الثورة في الساحات، وقالت انه يلحق بالثورة ضد النظام تداعيات خطيرة تهدد مسيرتها وأهدافها، قال زيد في بيانه ان «حزب الحق كان يتقبل على مضض أن تكون هذه التجاوزات فردية وردود فعل لاستفزازات أو سوء فهم مع أنها استخدمت الرصاص الحي، إلا أن الاعتداء الذي تعرض له عدد من شباب المسيرة لم يقتصر على مجرد تدمير المنصة بل تم الاعتداء على أشخاصهم ومعهم من احتضنهم واستقبلهم من شباب الصمود». وأضاف ان «الثورة هي ضد الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وضد التمييز المذهبي والمناطقي والحزبي وليست فقط ثورة ضد شخص الرئيس علي صالح وأبنائه وأقاربه»، مطالباً بالتحقيق في كل الانتهاكات التي تمت وتتم ضد الشباب الطاهر»، كما دعا قيادات الأحزاب السياسية والمجتمعية الى «الوقوف بحزم أمام هذه الجرائم الغادرة» التي اعتبرها «عقاباً جماعياً وتمييزاً مناطقياً وحزبياً ومذهبياً».