انتقل الصراع بين حركة الحوثيين والتجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين في اليمن” من محافظات الشمال والشمال الغربي إلى وسط العاصمة صنعاء وتحديدا في ساحة التغيير قلب الثورة التي أطاحت بالرئيس صالح بعد 33 عاما من حكم اليمن. الحوثيون وحزب الإصلاح خاضوا معارك عنيفة في محافظات الجوف وعمران وحجة والمحويت ووصلت حدة الخلافات بينهم إلى تكتل اللقاء المشترك الذي يضم الأحزاب المعارضة لنظام صالح قبل أن تتحول إلى نصف حاكم بموجب المبادرة الخليجية. وخرجت الأسبوع الماضي الخلافات والاشتباكات بين الحوثيين وممثليهم في ساحة التغيير “ائتلاف شباب الصمود ” وحزب الإصلاح إلى العلن بعد أن كانت تظل رهينة تسويات تقوم بها قيادات المشترك لتنتهي بين خيام الساحة التي يعتصم بها شباب اليمن منذ عشرة أشهر. وهاجمت مجاميع من حزب الإصلاح الذي يسيطر على اللجان المسيرة لعمل الساحة فجر الثلاثاء الماضي خيام الحوثيين ودمرتها وأزالت بالقوة منصة كان الحوثيون يعتزمون إقامتها مع شباب مسيرة الحياة القادمة من محافظة تعز. وقال خالد المداني منسق ائتلاف شباب الصمود في ساحة التغيير ل”الشرق” هاجم 1500 من مليشيات الإصلاح وبالتواطؤ مع جنود الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر خيام شباب الصمود وقاموا بالاعتداء على الشباب مما أدى إلى إصابة ثلاثين شابا بجروح متفاوته . الاعتداء كان مبيتا وأضاف المداني أن خطة مداهمة تجمع شباب الصمود” الحوثيين” في ساحة التغيير كانت معدة منذ المساء وأعدت مليشيات الإصلاح العصي الكهربائية إضافة إلى السلاح الموجود مع جنود الفرقة الذين هم جزء من الإصلاح حسب المداني. المداني اعترف أنهم في تكتل شباب الصمود ضد المبادرة الخليجية وضد حكومة الوفاق الوطني وأنهم يطالبون بإسقاط النظام الذي قال أنه لم يسقط ويمثل طرفيه علي محسن وعلي صالح ومن يتبعهم وما جرى هو تقاسم للسلطة وليس سقوط نظام ونجاح ثورة. من جهته اعترف نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح زيد الشامي بوجود خلاف بين الحوثيين والإصلاح وأن ما يحدث في الساحة اجترار لما يدور في محافظات يريد الحوثيون فرض رؤاهم على الآخرين فيها بالقوة . وقال الشامي ل”الشرق” إن حزب الإصلاح قدم الكثير من التضحيات والدماء ولم يطالب بنصيب في الحكومة أو في المجلس الوطني كما يفعل غيره ويتعامل مع الثورة كثورة شعب وليس جهد فئة أو مجموعة . وأكد الشامي أن أي خلاف يجب أن يحل بالحوار وليس بالقوة نافيا أن يكون هناك سلاح أو سجون في ساحة التغيير يتخذها حزبه لمعاقبة المخالفين. وأشار الشامي إلى أن حزب الإصلاح ليس مع إقصاء أي أحد من المشاركة في العمل الثوري أو السياسي وأنه قدم تنازلات كثيرة لشركائه ويتعامل معهم دون تمييز أو استحواذ. خشية من أن تتحول الخلافات إلى أعمال قتل لكن الناشط الحقوقي عبد الرشيد الفقيه أبدى خشيته من الاشتباكات الأخيرة بين الحوثيين والإصلاح داخل الساحة وحذر من تطورها إلى أحداث مأساوية إذا لم تباشر الأطراف المسيطرة على الساحة معالجات جادة وحقيقية لها وعلى رأس ذلك اللقاء المشترك واللجنة التنظيمية والفرقة الأولى مدرع . وأشار الفقيه إلى وجود السلاح داخل الساحة سواء مع عناصر الفرقة الأولى مدرع والتي يسمح جنودها بدخول مسلحين بلباس مدني إلى وسط المعتصمين . وتحدث الفقيه ل”الشرق” عن وجود سجن داخل الساحة ووجود محتجزين خارج إطار القانون يتبع لجنة تابعة للتجمع اليمني للإصلاح وحمل المعارضة مسؤوليته إضافة إلى انتهاكات قال الفقيه إن اللجنة الأمنية التابعة للإصلاح وجنود الفرقة الأولى مدرع يقدمون عليها يوميا. وأثارت الاشتباكات الأخيرة بين الحوثيين والإخوان المسلمين في ساحة التغيير نقاشا حادا بين النخب اليمنية التي انقسمت بين الطرفين وكل طرف له مبرراته وحججه لكن الجميع اتفقوا على أن احتجاز برلماني معارض لنظام صالح وكان من أول الخارجين للتظاهر في الشارع من قبل أنصار حزب الإصلاح تجاوز خطير لم يقدم عليه حتى النظام كما قال أحد قادة المشترك . المبادرة أحدثت انشقاقا بين الشباب وأشارت رئيسة منتدى الشقائق لحقوق الإنسان أمل الباشا عن أنه وبعد توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، حدث انقسام بين صفوف الثوار، استحدث نوعا آخر من التهم الجديدة التي استهدفت الثوار والثائرات المناوئين لخطاب منصة ساحة التغيير والرافضين للممارسة غير الثورية من قبل كتائبها المدنية، وحراسها الأمنيين المحمية بعساكرها المنظمين المدججين بالسلاح، ومعتقلها السيئ السمعة اللعين. وتحدثت الباشا عن تجاوزات قامت بها اللجنة الأمنية وكانت تلاحق المخالفين لرأي شباب الإصلاح المسيطرين على المنصة منذ عشرة أشهر العنف الذي يمارسه الإصلاح لم يمارسه صالح و أوضح أمين عام حزب الحق حسن زيد القريب من الحوثيين في بلاغ صحفي أعقب تصريحات شديدة اللهجة اتهم فيها الإصلاح بتبني فكر القاعدة وأوضح أن البعض شعر بخطر المد الثوري ويريد أن يقمعه ويحد من عدد الشركاء تمهيدا للانفراد بالسلطة في إشارة إلى الإصلاح . وقال زيد “للأسف الإصلاح لجأ إلى ممارسة العنف الذي لم يمارسه الرئيس علي صالح نفسه ف”بلاطجة “علي صالح لم يقتحموا الفنادق ويلاحقوا أعضاء مجلس النواب ولاحظنا أنه ما أن بدأت الحرب في الجوف حتى أعادت نغمة الإقصاء في استخدام عبارات مثل المتمردين لوصف الإخوة أنصار الله “الحوثيين “وما أن رفض الأنصار الآلية التنفيذية حتى التقطت الفرصة واتخذ قرار الإقصاء بحقهم. وأضاف زيد ” الآن يتم ممارسة الإقصاء الذي التزمنا كمشترك بعدم ممارسته في حق المؤتمر الشعبي يمارس في حقنا نحن شركاء النضال منذ ما قبل إعلان المشترك ويشكك في مواقفنا من النظام مع أننا معارضة منذ العام1990م”. خلاف الحوثيين والإخوان يرجعه البعض إلى أنه خلاف مذهبي في حين يفسره آخرون على أنه عداء أفرزته حروب صعدة والتي يتهم الحوثيون اللواء علي محسن الأحمر وقادة الإصلاح بإدارتها وتحريض الرئيس صالح على عدم إيقافها في استهدافهم مباشرة. حشود ساحة التغيير (الشرق)