صوت الجمهوريون أمس الثلاثاء في فلوريدا لاختيار المرشح الذي يرغبون في أن يكون منافس الرئيس باراك أوباما في السباق الرئاسي ويتوقع، إذا لم تحصل مفاجآت، أن يفوز حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني بسهولة في هذه الانتخابات التمهيدية على منافسة الرئيسي نيوت غينغريتش. وتظهر استطلاعات الرأي تقدم رومني بفارق كبير يتراوح بين 11 و 15 نقطة منذ عدة أيام على الرئيس السابق لمجلس النواب. والفوز في فلوريدا، رابع الولايات الأميركية من حيث عدد السكان وحيث يصوت حوالي أربعة ملايين جمهوري، يعتبر حتميا لأي جمهوري يطمح للوصول إلى البيت الأبيض. كما أن الفوز في هذه الولاية إذا تحقق سيعزز موقع ميت رومني للحصول على تسمية الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات أمام باراك أوباما في نوفمبر المقبل. والمعركة كانت صعبة في هذه الولاية الواقعة جنوب شرق الولاياتالمتحدة والتي تضم خليطا انتخابيا معقدا وقد حاول المرشحون الجمهوريون استمالة تأييد المتحدرين من دول أميركا اللاتينية والمتقاعدين والمسيحيين المحافظين وأعضاء مجموعات محافظة متشددة من حركة «حزب الشاي». وغينغريتش الذي انطلق بتقدم في استطلاعات الرأي بعد فوزه السهل في كارولاينا الجنوبية في 21 كانون الثاني/يناير، تراجعت نسب التأييد له على مر الأيام بعد مناظرتين تلفزيونيتين لم تكونا في صالحه، في مواجهة ميت رومني الذي غير إستراتيجيته بعد كارولاينا الجنوبية ليشن هجمات أعنف. كما قام فريق حملة رومني الانتخابية ببث إعلانات انتخابية شديدة السلبية حيال غينغريتش على الإذاعات والتلفزيونات كلفت أكثر من 15 مليون دولار، أي خمسة أضعاف ما انفقه فريق غينغريتش الذي شن هجمات قوية أيضا لكن بإمكانات مالية أقل. وغينغريتش الذي يقدم نفسه على أنه وريث رونالد ريغان يقوم بحملته الانتخابية باعتباره مرشحا من خارج القاعدة الحزبية. أما رومني فركز على ماضيه كمقاول وكمرشح من خارج نخبة واشنطن وعلى قدرته على النهوض بالاقتصاد. ويتنافس في هذه الانتخابات أيضا مرشحان آخران هما المسيحي المحافظ ريك سانتوروم وسناتور بنسلفانيا السابق رون بول عضو مجلس النواب. لكنهما لم يقوما بحملة انتخابية فعلية في فلوريدا، الولاية التي تعتبر مكلفة جدا ماليا بالنسبة إليهما. وعشية الانتخابات في فلوريدا واصل ميت رومني هجماته ضد منافسه نيوت غينغريتش الذي رد بالمثل أيضا.