أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، أن «المقاومة انتصرت بصمودها في قطاع غزة من دون أن يحقق الاحتلال الإسرائيلي أي من أهدافه». وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في ختام زيارته إلى القاهرة: «في مثل هذا الوقت قبل 3 أعوام، أعلنت تسيبي ليفني حربها على غزة، وفي هذا اليوم نفسه وبعد 3 أعوام نعلن انتصار المقاومة الفلسطينية وفشل إستراتيجية العدو ضد القطاع». وتابع: «نأتي من غزة ومن فلسطينالمحتلة في هذه الجولة بعد الحصار وبعد الحرب الإجرامية وفي ظل تطورات مهمة على الصعيدين العربي والفلسطيني». وعن ملف المصالحة قال هنية «نحن ملتزمون تطبيق ما تم الاتفاق عليه في وثيقة المصالحة في القاهرة قبل أيام»، معرباً عن تقديره للجهود المصرية التي تهدف إلى إنهاء الانقسام، وداعياً إلى تطبيق ما تم الاتفاق عليه ونقل المصالحة إلى الإطار العملي على أرض الواقع. وأكد أن حركة «حماس» تقف إلى جانب الرئيس عباس في وجه التهديدات الإسرائيلية الهادفة إلى تعطيل المصالحة وإبقاء الانقسام (...)». وعما يتردد بأن الحركة ليست في عجلة من أمرها لتنفيذ المصالحة لأنها تراهن على أن المتغيرات في المنطقة لمصلحتها، قال: «إن القرار داخل حماس واحد، وهو ملزم للجميع، لكننا نريد نقل المصالحة إلى الاطار العملي على الأرض وتنفيذ الخطوات كي تشيع الثقة بين أبناء الشعب الفلسطيني وعدم الرضوخ للاستفزازت الإسرائيلية». وأضاف «نريد أن نكون يداً واحدة نسير في طريق المصالحة باعتبارها خياراً وطنياً ورغبة وطنية ومطلباً سياسياً وإنسانياً». وعبر هنية عن تضامنه إزاء الأسرى الذين ما زالوا في السجون الإسرائيلية، وقال: «نؤكد أننا لن ننسى أسرانا في سجون الاحتلال وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل الافراج عنهم وعودتهم» لافتاً إلى أن قضية شاليت لها متعلقات وهي أن اسرائيل بررت الحصار بوجود الجندي وبالتالي يجب إنهاء الحصار عن قطاع غزة لأن ذلك جريمة حرب ومتعلقات الإفراج عن كل الاسيرات الباقيات في سجون الاحتلال وتحسين ظروف الأسرى. ورأى هنية أن أهم المستفيدين من ثورات الربيع العربي بما فيها القاهرة والدول العربية الأخرى هي القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن القضية عادت الى الواجهة من خلال ميادين التحرير والتغيير وقوى الثورة، وقال: «أنا كفلسطيني كنت في غاية الفخر والاعتزاز عندما شاهدت الأعلام الفلسطينية ترفرف في ميادين الثورة». وأعرب عن ثقته بأن هذه التطورات تدل على أن المستقبل للقضية الفلسطينية وللشعوب العربية،وأنه لم يعد أمام الاحتلال (الإسرائيلي) الإفلات من مطالب الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس. وحذّر هنية من أن مدينة القدس تتعرض لجريمة بشعة من هدم منازل وإبعاد الوزراء والنواب المنتخبين والتهويد في محاولة لضرب مقومات الصمود لشعبنا وأيضاً استمرار الحصار على غزة إلى جانب استمرار اعتقال الأسرى الفلسطينيين (52 فلسطينياً) أمضوا أكثر من 20 عاماً. وسئل هنية عن صفقه التبادل وعما إذا كانت تلبي وترضي مطامحه، فأجاب: «يجب إتمام متعلقات صفقة تبادل الأسرى التي وقعت في الثامن عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في القاهرة، لا سيما إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أعوام والإفراج عن كل الأسيرات وتحسين الأوضاع المعيشية في السجون». وحذر من المخاطر التي تتعرض لها مدينه القدس وما تواجهه من تحديات كبيرة، مشدداً على أن القدس تتعرض لأخطر حملة منذ احتلالها، وأن حملة التهويد شارفت على الانتهاء، معرباً عن أمله في أن تنص الدساتير العربية الجديدة على محورية القدس في الصراع العربي الإسرائيلي. وشدد هنية على أن المعركة الإسرائيلية تستهدف البعد الإسلامي والمسيحي، لا سيما الاعتداء على المساجد والكنائس، إضافة إلى منع المسيحيين من الوصول إلى بيت لحم من أجل الاحتفال بأعياد الميلاد. وأشار إلى اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين المصريين ورئيس الاستخبارات اللواء مراد موافي والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي والمرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع، وقال «تحدثنا عن أهمية دور الجامعة للقضية الفلسطينية ومواجهة التهديدات الإسرائيلية وطالبنا بأن المرحلة الحالية هي إعادة صياغة الدساتير بحيث تحض على استحضار قضية فلسطينوالقدس وهذا لا يمنع أن تدرج القدس في مناهج التدريس». وأكد أن إعادة إعمار غزة مسؤولية عربية ودولية، لأن عجلة الإعمار متوقفة، وقال: «حتى الآن لم يدخل أي دولار من هذه الأموال المرصودة».