التقيتها بعد غياب، كانت تعلو محياها مسحة من الكآبة التي لم أعهدها تركت بصمات غائرة على وجه كان دوماً مشرقاً ببهاء كشمس الربيع. قررت البوح وقالت لي وقد اغرورقت عيناها بالدموع: لا يجمعني به غير رباط المودة والرحمة! فهو مشغول عني بعمله وتجارته، لا يهتم بي كزوجة ولا بمشاعري كإنسانة. لا يشاركني أفراحي ولا أتراحي! تخيلي سيدتي أني آتية إليه مبتهجة لأزف له خبراً أسعدني، فإذا به يرد علي متجهماً وقد بدت عليه علامات الاستياء بقوله: «بعدين... بعدين...» أحتاجه كصديق قبل أن يكون زوجاً. قالتها وهي تكفكف دموعها. الإنصات فن للأسف الشديد نفتقده كمجتمع وكثقافة. تذكرت قصة قرأتها عن رجل كان متزوجاً بقرابة 70 امرأة! وعندما انكشف أمره، طُلب منه أن يطلق زوجاته لأن ما فعله مخالفة صريحة للقانون. لكن الغريب في الأمر أن زوجاته رفضن الانفصال عنه وتمسكن به بشدة! استغرب المسؤولون من شدة تمسكهن به وسألوه عن سر ذلك، فأجابهم: لأنني ببساطة أتركهن يتحدثن وأنا منصت إليهن! فيا أيها الزوج: حاول أن تجعل قلب زوجتك مطمئناً بأنك آذان صاغية كلما احتاج قلبها إلى البوح ببعض خلجاته. صدقت تلك التي قالت: إن غاية ما تفتقده كثيرات منا نحن معشر الزوجات هو الإنصات. لا نطلب الكثير. بل قد نتنازل عن كثير من حقوقنا. لكن ما نريده في المقابل هو الإنصات لنا.