أعلنت الجماعة الشيعية المسلحة «عصائب اهل الحق»، بزعامة قيس الخزعلي التي تتهمها واشنطن بتلقي دعم من طهران، الانخراط بالعملية السياسية. وقال الخزعلي خلال كلمة ألقاها في مؤتمر عام في النجف ان «أبناء المقاومة ادوا تكليفهم بنجاح يشهده العدو قبل الصديق وهم مستعدون للتضحية (...) والمشاركة في العملية السياسية وتصحيح ما يمكن تصحيحه». وأضاف: «نشهد اياماً عظيمة، وهي لحظات تاريخية يشهدها تاريخ العراق بانتصاره على القطب الاوحد في العالم الولاياتالمتحدة»، في اشارة الى الانسحاب العسكري الاميركي الذي اكتمل قبل اسبوع. وتابع الخزعلي الذي اعتقل لسنوات عدة لدى القوات الاميركية ان «العراق انتصر على الولاياتالمتحدة معنوياً وسياسياً وعسكرياً وهزمت المرجعيات الاميركية ومراكز صناعة القرار أمام المرجعية الدينية والمراجع العراقية». وكان المتحدث باسم مستشارية المصالحة الوطنية في الحكومة محمد الحمد قال ل «الحياة» في وقت سابق ان «الحكومة نجحت في إجراء مفاوضات ايجابية مع عصائب اهل الحق تتضمن ترك سلاحها والانخراط في العملية السياسية». ولفت الى ان «مفاوضات مهمة أجراها مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة عامر الخزاعي مع امين المكتب السياسي للعصائب وتم الاتفاق خلالها على دعم الحكومة والعملية السياسية والقوات الامنية وترك السلاح»، وأوضح ان «العصائب اشادت بالحكومة في تنفيذ الاتفاق الامني مع واشنطن». وبرز اسم «العصائب» بعدما خطفت خبير المعلومات البريطاني بيتر مور وحراسه الأربعة الذين يحملون جنسيات غربية في ايار(مايو) 2007 من مكتب تابع لوزارة المالية. واحتجزته عامين ونصف العام قبل ان تفرج عنه في كانون الاول (ديسمبر) 2009 مع جثث ثلاثة من حراسه، بينما أبقت الرهينة الخامس لديها وقد اشترطت للإفراج عنه ان تطلق القوات الاميركية عدداً من قادتها. وأفرجت السلطات العراقية قائد «عصائب اهل الحق» قيس الخزعلي مع عدد كبير من افراد منظمته، في مقابل الافراج عن مور والجثث الثلاث المذكورة. واتهمت القوات الاميركية وقوى الامن العراقية «العصائب» بتنفيذ اعمال مسلحة وتفجيرات واغتيالات بالاسلحة الكاتمة للصوت، فيما اتهمها زعيم تيار الصدر مقتدى الصدر بالتورط في الحرب الاهلية وارتكاب مجازر.