قررت جماعة «عصائب أهل الحق» الشيعية المسلحة التي تتهمها واشنطن بتلقي دعم من طهران، الانخراط بالعملية السياسية، بحسب ما أعلن الأمين العام للجماعة أمس الاثنين. يأتي ذلك، فيما قضى خمسة أشخاص بينهم شرطيان وأصيب 27 على الأقل بجروح في هجوم انتحاري استهدف وزارة الداخلية العراقية وسط بغداد صباح أمس، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية. وقال الامين العام لجماعة «عصائب اهل الحق» المسلحة قيس الخزعلي خلال كلمة القاها بمؤتمر نادر في النجف (150 كلم جنوب بغداد) «ان ابناء المقاومة ادوا تكليفهم بنجاح يشهده العدو قبل الصديق وهم مستعدون للتضحية (...) والمشاركة بالعملية السياسية وتصحيح ما يمكن تصحيحه». واضاف «نشهد اياما عظيمة وهي لحظات تاريخية يشهدها تاريخ العراق بانتصاره على القطب الاوحد في العالم الولاياتالمتحدة»، في اشارة الى الانسحاب العسكري الامريكي الذي اكتمل قبل اسبوع. وتابع الخزعلي الذي اعتقل لعدة سنوات لدى القوات الامريكية ان «العراق انتصرعلى الولاياتالمتحدة معنويا وسياسيا وعسكريا وانهزمت المرجعيات الامريكية ومراكز صناعة القرار امام المرجعية الدينية والمراجع العراقية». واعلن المتحدث باسم هيئة المصالحة الوطنية محمد الحمد انه «جرى اتفاق بعد لقاء بين مستشار رئيس الوزراء عامر الخزاعي ومسؤول المكتب السياسي لاهل الحق». واضاف ان الجماعة كانت تخشى في السابق ان «يكون الانسحاب غير حقيقي لكن بعد ان شعروا بحقيقة الانسحاب، انتفت الحاجة الى حمل السلاح وتم الاتفاق بين الطرفين على دعم العلمية السياسية والمشاركة الفاعلة فيها». وبرز اسم العصائب بعدما خطفت خبير المعلومات البريطاني بيتر مور وحراسه الاربعة الذين يحملون جنسيات غربية في مايو 2007 من مكتب تابع لوزارة المالية. واحتجزت العصائب مور عامين ونصف العام قبل ان تفرج عنه في ديسمبر 2009 مع جثث ثلاثة من حراسه، بينما ابقت الرهينة الخامس لديها. وقد اشترطت للافراج عنه ان تطلق القوات الامريكية سراح عدد من قادتها. وكانت السلطات العراقية اطلقت سراح قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي مع عدد كبير من افراد منظمته، مقابل الافراج عن مور والجثث الثلاث المذكورة. واتهم الجيش الامريكي طهران بدعمها ثلاث فصائل شيعية مسلحة هي عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله ولواء اليوم الموعود الذي يقوده مقتدى الصدر. إلى ذلك، قتل خمسة اشخاص بينهم شرطيان واصيب 27 على الاقل بجروح في هجوم انتحاري استهدف وزارة الداخلية العراقية وسط بغداد صباح امس الاثنين، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان «انتحاريا استهدف بسيارة مفخخة مبنى وزارة الداخلية ما ادى الى مقتل 5 اشخاص بينهم شرطيان، واصابة 39 بجروح بينهم 14 من الشرطة». واكد مصدر طبي في مستشفى الجملة العصبية الذي يبعد بضعة امتار عن موقع الهجوم «تلقينا جثث 5 اشخاص بينهم اثنان من الشرطة، ونعالج 13 جريحا»، بينما ذكر طبيب في مستشفى الكندي «تلقينا 14 جريحا». واوضح المصدر الامني ان «الانتحاري تمكن من اجتياز احدى بوابات المقر بعد ان فتح الحراس البوابة لدخول عدد من العمال بهدف تصليح عطل كهربائي». ووقع الهجوم عند حوالى الساعة 07,30 بالتوقيت المحلي. وجاء هذا الهجوم عقب مقتل 67 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة هزت بغداد الخميس، اضافة الى هجمات في مناطق اخرى. ووقعت هذه الهجمات، وهي الاخطر منذ مقتل 78 شخصا بتفجيرات مماثلة في مناطق مختلفة في اغسطس، بينما يشهد العراق ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالاشراف على «فرق موت».